للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أخرج الإمام أحمد في المسند (١)، وأبو داود في السنن (٢)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣)، وأبو يعلى في المسند (٤)، والبيهقي في الكبرى (٥) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى قال: «فاكتني بابنك عبد الله» يعني ابن أختها.

قال مسدد: عبد الله بن الزبير. قال: فكانت تكن بأم عبد الله. واللفظ لأبي داود.

وصححه الحافظ ابن حجر (٦)، والألباني (٧)، وهو كما قالا.

وفي الحديث حرص أم المؤمنين على اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صغير الأمر قبل كبيره، وإن الواحدة منا معشر النساء لتقدم على أعظم من هذا دون أن تتحرى فيه، أو تسأل عنه، فلله درها من امرأة -رضي الله عنها- وجمعناها في الفردوس الأعلى، كما أن في الحديث أريحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتسليته لزوجته الحبيبة، ومداواة ما يؤرقها من تباريح الغيرة بتلبية مرادها، واختيار الكنية التي تلائمها، وتسعد بها، فانتقى لها أحب الأسماء عبد الله، وأقرب الأبناء إليها ابن أختها، ولاطفها بوصفها أمًا له، ولم تلد قط بقوله: «ابنك».

فأي كلمة أحني وأصدق وأمضى لشرح صدر الغيري من هذه الكلمات؟


(١) (٦/ ١٠٧) ٢٦٢٨٥.
(٢) (٤/ ٢٩٣) ٤٩٧٠.
(٣) (٥/ ٣٨٩) ٣٠٠٥.
(٤) (٧/ ٤٧٣) ٤٥٠٠.
(٥) (٩/ ٣١٠) ١٩١١٧.
(٦) التلخيص الحبير (٤/ ١٤٨).
(٧) صحيح سنن أبي داود (٤/ ٢٩٣) ٤٩٧٠.

<<  <   >  >>