للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا فليسر طالب العلم والعالم، وفيه حرص السلف الصالح على التثبت فيما لم يرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

٦ - بل استفتْ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- على الصحابة، وأفتتهم بالصلاة على الجنازة في المسجد، وذكر قم بفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أخرج مسلم (١) من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير، يحدث عن عائشة أنها لما توفي سعد بن أبي وقاص أرسل أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تمروا بجنازته في المسجد، فيصلين عليه ففعلوا، فوقف به على حجرهن يصلين عليه، أخرج به من باب الجنائز الذي كان إلى المقاعد، فبلغهن أن الناس عابوا ذلك، وقالوا: ما كانت الجنائز يدخل بها المسجد، فبلغ ذلك عائشة. فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لا علم لهم به، عابوا علينا أن يمر بجنازة في المسجد، وما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سهيل بن بيضاء إلا في جوف المسجد.

وإلى قول عائشة -رضي الله عنها- ذهب جمهور العلماء (٢)، فانظر إلى حفظها -رضي الله عنها- وقد نسي الناس، وتذكيرها لهم، وأخذهم عنها.

٧ - وكان السلف الصالح -رضوان الله عليهم- أهل حق وعدل متى ما تبين لهم الحق لزموه، وقد أفتت زينب بنت أبي سلمة لمحمد بن عمرو بن عطاء بتغيير اسم ابنته، وذكرت له النص، فما كان إلا أن سمع وأطاع، وأدبًا مع أهل العلم، وتقديرا لهم، شاورها في اختيار اسم المولودة الجديدة، فأسمتها بما أسماها به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونعم الاسم والمسمّي، أخرج مسلم (٣) من طريق محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا


(١) كتاب الجنائز، باب: الصلاة على الجنازة في المسجد (٢/ ٦٦٨) ٩٧٢.
(٢) ينظر: الاستذكار (٣/ ٤٥)، شرح النووي (٧/ ٤٠)، الفتح (٣/ ١٩٩).
(٣) كتاب الأدب، باب: استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن، وتغيير اسم برة إلى زينب وجويرية ونحوها (٣/ ١٦٨٧) ٢١٤٢.

<<  <   >  >>