للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاسم، وسُمِّيت برّة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم» فقالوا: «بم نسميها؟» قال: «زينب».

٨ - والمرأة بشؤون النساء أعلم من الرجل؛ لأنه ليس راءٍ كمن سمع، ثم إن على العالمة المؤمنة التنبيه على ما يقع فيه النساء من الخطأ، أخرج مالك في الموطأ (١) من طريق عمته، عن ابنة زيد بن ثابت أنه بلغها أن نساء كن يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر، فكانت تعيب ذلك عليهن، وتقول ما كان النساء يصنعن هذا. وعلقه البخاري في صحيحه (٢) بصيغة الجزم.

قال الحافظ: «وإنما عابت عليهن؛ لأن ذلك يقتضي الحرج والتنطع وهو مذموم، قاله ابن بطال وغيره، وقيل: لكون ذلك كان في غير وقت الصلاة وهو جوف الليل، وفيه نظر؛ لأنه وقت العشاء، ويحتمل أن يكون العيب لكون الليل لا يتبين به البياض الخالص من غيره فيحسبن أنهن طهرن، وليس كذلك فيصلين قبل الطهر» (٣).

٩ - وروى الرواة أن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استفتوا فقيهة المدينة زينب بنت أبي سلمة في شؤون حياتهم الزوجية، وأحكام العتاق والطلاق، فتفتيهم، وتصدقها في فتواها حفصة أم المؤمنين، وينكر ابن عمر على ليلى ابنة العجماء عدم قبولها من عالمي العصر، أخرج عبد الرزاق (٤) بسند صحيح رجاله رجال الشيخين من حديث أبي رافع قال: قالت لي مولاتي ليلى بنت العجماء: كل مملوك لها حر، وكل مال لها هدي، وهي يهودية ونصرانية إن لم تطلق زوجتك، أو تفرق بينك وبين


(١) (١/ ٥٩) ١٢٩.
(٢) كتاب الحيض، باب: إقبال المحيض وإدباره (١/ ١٢١).
(٣) الفتح (١/ ٤٢١).
(٤) (٨/ ٤٨٦) ١٦٠٠٠.

<<  <   >  >>