للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو أحد النقباء ليلة العقبة- قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئًا» فذكره بمثله.

وذكر الحافظ في الفتح ما ملخصه: أن التصريح بأن البيعة الأولى ليلة العقبة كانت على بيعة النساء وَهَمٌ من بعض الرواة؛ وأن البيعة على مثل بيعة النساء كانت بعد ذلك، ولما كانت بيعة العقبة من أجل ما يتمدح به، فكان يذكرها إذا حدث تنويهًا بسابقيته، فلما ذكر هذه البيعة التي صدرت على مثل بيعة النساء عقب ذلك، توهم من لم يقف على حقيقة الحال أن البيعة الأولى وقعت على ذلك.

وقال: «والذي يقوي أنا وقعت بعد فتح مكة بعد أن نزلت الآية التي في الممتحنة وهي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} ونزول هذه الآية متأخر بعد قصة الحديبية بلا خلاف، والدليل على ذلك ما عند البخاري في الحدود (١) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري في حديث عبادة هذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بايعهم قرأ الآية كلها، وعنده في تفسير الممتحنة) (٢) من هذا الوجه قال: «قرأ آية النساء» ولمسلم (٣) من طريق معمر عن الزهري قال: «فتلا علينا آية النساء؟ قال: ألّا تشركن بالله شيئًا … وللطبراني (٤) من وجه آخر عن الزهري هذا الإسناد: «بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما بايع عليه النساء يوم فتح مكة» (٥).


(١) (٦/ ٢٤٩٠) ٦٤٠٢.
(٢) (٤/ ١٨٥٧) ٤٦١٢.
(٣) (٣/ ١٣٣٣) ١٧٠٩.
(٤) لم أقف عليه في المطبوع من كتبه.
(٥) انظر بقية الأدلة، مع مناقشة من ذهب إلى أن بيعة العقبة الأولى كانت على مثل بيعة النساء في الفتح (١/ ٩٠ - ٩٣).
وانظر: تاريخ الطبري (١/ ٥٨٨)، الروض الأنف (٢/ ٢٤٦)، السيرة الحلبية (٢/ ١٦١)، البداية والنهاية (٣/ ١٥٠)، السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة لمحمد أبو شهبة (١/ ٤٣٦ - ٤٣٩).

<<  <   >  >>