للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابنة أبي سيرة وامرأة معاذ. واللفظ للبخاري.

٥ - بل كان -صلى الله عليه وسلم- يتعاهد النساء هذه البيعة يوم العيد كما قال ابن كثير (١)، أخرج البخاري (٢)، ومسلم (٣) من حديث ابن عباس قال: شهدت صلاة الفطر مع نبي الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبي بكر، وعمر، وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة، ثم يخطب، قال: فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء ومعه بلال فقال: {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٤) فتلا هذه الآية حتى فرغ منها، ثم قال حين فرغ منها: «أنتين على ذلك؟» فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن: نعم يا نبي الله لا يدري حينئذ من هي … الحديث، واللفظ لمسلم.

يقول العيني: «وإنما تلا هذه الآية الكريمة ليذكرهن البيعة التي وقعت بينه وبين النساء لما فتح مكة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فرغ من أمر الفتح اجتمع الناس للبيعة، فجلس بهم على الصفا، ولما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء (٥)، وذكر لهن ما ذكر الله


(١) التفسير (٤/ ٣٥٤).
(٢) كتاب العيدين، باب: موعظة الإمام النساء يوم العيد (١/ ٣٣٢) ٩٣٦.
(٣) كتاب صلاة العيدين (٢/ ٢ - ٦) ٨٨٤.
(٤) الممتحنة: (١٢).
(٥) تقدم تخريجه ص (٤٠٧ - ٤٠٨).

<<  <   >  >>