للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها، دون أن يدعو إليها، ولذا شرط الله تعالى المبايعة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء. بمجيئهن إليه مبايعات.

ومن هنا تعلم أن بيعة النساء بويع بها الرجال والنساء على حد سواء يوم فتح مكة (١)، كما بويعت بها المهاجرات للامتحان (٢)، وبويعت بها نساء الأنصار (٣)، بل كان -صلى الله عليه وسلم- يتعاهد النساء بها كما جاء في حديث ابن عباس (٤).

المسألة الرابعة: أركان البيعة:

يقول الله تعالى: {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٥).

أركان بيعة النساء ستة:

• أولها: النهي عن الشرك المناقض للإيمان الذي اعتنقوه، وآمنوا به، وجاءت «شيئًا» نكرة في سياق النفي؛ لتعم جميع أوجه الإشراك صغيرها وكبيرها، وليفردنه ويوحدنه سبحانه بالعبادة.

• ثانيها: «ولا يسرقن».

فلا تأخذ مال أحد بغير حق. ولذا استفسرت هند


(١) تقدم ما يدل على ذلك ص (٤٠٦) فما بعدها.
وانظر: السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة (١/ ٤٣٦ - ٤٣٩).
(٢) تقدم ص (٤٠٦) فما بعدها.
(٣) تقدم ص (٤١٨).
(٤) تقدم ص (٤٢٠).
(٥) الممتحنة: (١٢).

<<  <   >  >>