للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بن صالح، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من بني عذرة قالت: يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا. قال: «لا». قلت: يا رسول الله إني لست أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض- أو أسقي المريض. فقال: «لولا أن تكون سنة، ويقال فلانة خرجت، لأذنت لك، ولكن اجلسي» واللفظ لابن أبي شيبة، وزاد ابن سعد: «لا يتحدث الناس أن محمدًا يغزو بامرأة».

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أم كبشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به الحسن بن صالح.

وقال الهيثمي في المجمع (١): «رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجالهما رجال الصحيح».

قلت: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين غير حسن بن صالح ثقة من رجال مسلم (٢). وصحح إسناده الألباني في الصحيحة (٣).

وجزم الحافظ في الإصابة (٤) أن حديث أم كبشة ناسخ لما تقدمه من الإذن للنساء بالغزو؛ لأنه كان يوم الفتح.

وسبحان من لا يسهو، ولا أدري كيف فات الحافظ ما سيأتي وجزم بأن حديث أم كبشة ناسخ، ولكن كفى المرء نبلًا أن تعد معايبه، والدليل على أن حديث أم كبشة ليس بناسخ، وإنما ذاك راجع إلى رأي الإمام ما يلي:


(١) (٥/ ٣٢٣).
(٢) التقريب (٢٣٩) ١٢٦٠.
(٣) (٦/ ٩٠٣) ٢٨٨٧.
(٤) (٨/ ٢٨٣).

<<  <   >  >>