للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الطاعات، فإن من ضيع الصلاة المفروضة حتى خرج وقتها من غير عذر مع خفة مؤونتها، وعظيم فضلها فهو لما سواها أضيع، ومن لم يبر والديه مع وفور حقهما عليه كان لغيرهما أقل برًا، ومن ترك جهاد الكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد غيرهم من الفساق أترك» (١).

قال الحافظ: «وفي الحديث فضل تعظيم الوالدين، وأن أعمال البر يفضل بعضها على بعض» وقال أيضًا: «وقال ابن التين: تقديم البر على الجهاد يحتمل وجهين:

أحدهما: التعدية إلى نفع الغير.

والثاني: أن الذي يفعله يرى أنه مكافأة على فعلهما، فكأنه يرى أن غيره أفضل منه. فنبهه على إثبات الفضيلة فيه. قلت: والأول ليس بواضح، ويحتمل أنه قُدم لتوقف الجهاد عليه، إذ من بر الوالدين استئذانهما في الجهاد، لثبوت النهي عن الجهاد بغير إذنهما» (٢).

٣ - ما أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب، باب: من أحق الناس بحسن الصحبة (٣)، ومسلم في صحيحه في كتاب البر، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به (٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» ثم قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».


(١) نقله عنه العيني في عمدة القارئ (١٤/ ٧٩).
(٢) الفتح (٢/ ١٠).
(٣) (٥/ ٢٢٢٧) ٥٦٢٦.
(٤) (٤/ ١٩٧٤) ٢٥٤٨.

<<  <   >  >>