للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (١) وكقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} (٢) وحاشاه له عليه السلام أن يبيح لأحد الشهادة على ما أخبر به هو أنه جور، وأن يمضيه ولا يرده، هذا ما لا يجيزه مسلم (٣).

٢ - واستدلوا بما أخرجه مالك في الموطأ (٤)، والبيهقي في السنن (٥) من طريق مالك، ومن طريق شعيب (٦)، كلاهما عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: «إن أبا بكر الصديق كان نحلها جادّ (٧) عشرين وسقًا من ماله بالغابة، فلما حضرته الوفاة، قال: والله يا بنية، ما من الناس أحد أحب إلى غنى بعدي منك، وإني كنت نحلتك جادّ عشرين وسقًا، فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك، وإنما هو اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك، وأختاك، فاقتسموه على كتاب الله، قالت عائشة: فقلت: يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته، إنما هي أسماء، فمن الأخرى؟ فقال أبو بكر: ذو بطن بنت خارجة، أراها جارية» وصحح إسناده الحافظ في الفتح (٨)، وصححه الألباني في الإرواء (٩)، والإسناد صحيح


(١) الكهف: (٢٩).
(٢) فصلت: (٤٠).
(٣) ينظر: المحلى (٩/ ١٤٤ - ١٤٥)، المغني (٥/ ٣٨٨).
(٤) (٢/ ٧٥٢) ١٤٣٨.
(٥) (٦/ ١٦٩) ١١٧٢٨.
(٦) (٦/ ١٧٨) ١١٧٨٤.
(٧) قال في النهاية (١/ ٢٤٤): «الجداد بالفتح، والكسر- صرام النخل، وهو قطع ثمرتها، .... ومنه الحديث» أنه أوصى بجادّ مائة وسق .... الجاد بمعنى المجدود أي: نخل يجد منه ما يبلغ مائة وسق مادة (ج د د).
(٨) (٥/ ٢١٥).
(٩) (٦/ ٦١) ١٦١٩.

<<  <   >  >>