للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما شاء الله أن يقول. «ومما قاله لها كما في رواية: «في كل مرة تكونين عناءً» (١) وسمّت المعاتب «أبا بكر» ولم تقل أبي؛ لأن الأبوة مظنة الحنو والعطف، وما وقع من أبيها مغاير لذلك في الظاهر، فأنزلته منزلة الأجنبي (٢). هذا شأن الناس، فما شأن نبيهم -صلى الله عليه وسلم-؟!.

لقد تحمل أمرها بصدر رحب، وحكمة بالغة، إن ما أشغل الركب، لا يكاد يكون شيئًا في التاريخ النبوي الحافل بالمتاعب والمصائب، وحينما يعتريه الأمر، يقضي فيه بحكمة، وصبر، ثم يستلقي بذهنه المكدود، وجسمه المهدود على أرق ضجاع، وألطفه على فخذ الحبيبة عائشة -رضي الله عنها- وينام قرير العين حتى يصبح.

هدوء، وتماسك، ورفق، وثبات، ينم عن رسوخ عقيدته الراسخة، وحكمته البالغة، فتأمل القصة لتجد أن الصبر مفتاح الفرج.

٧ - تقديره -صلى الله عليه وسلم- لحاجات النساء النفسية:

• أخرج البخاري في صحيحه في كتاب العيدين، باب: الحراب والدراق يوم العيد (٣)، ومسلم في صحيحه في كتاب العيدين، باب: الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد (٤) من حديث عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،


(١) رواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ١٢١) ١٥٩. وقال القسطلاني. إسناده جيد حسن. المواهب اللدنية (٤/ ١٠٨).
(٢) ينظر: عمدة القارئ (٤/ ٤)، إرشاد الساري (١/ ٥٧٦).
(٣) (١/ ٣٢٣) ٩٠٧.
(٤) (٢/ ٦٠٧) ٨٩٢.

<<  <   >  >>