للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائشة -رضي الله عنها- قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل يتقمَّعن (١) منه، فيُسَرِّ بُهُن (٢) إليّ، فيلعبن معي» واللفظ للبخاري.

وفي الحديث أن النبي أحسن الأمة خُلقًا، وأبسطهم وجهًا فكان يلاطف الأهل، ويمازح الصغار، ويفاكههم، ويسأل عن لُعَبهم، مؤانسة لهم، واهتمامًا بشأنهم، وتقديرًا لحاجتهم للهو، فينبغي للمؤمنين الاقتداء بحسن عشرته وطلاقته (٣) -صلى الله عليه وسلم-.

٨ - رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستقبل زوجته في معتكفه:

أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الاعتكاف، باب: هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد (٤)، وباب: زيارة المرأة زوجها في اعتكافه (٥).

ومسلم في صحيحه في كتاب السلام، باب: بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليًّا بامرأة وكانت زوجة أو محرمًا له أن يقول: هذه فلانة؛ ليدفع ظن السوء به (٦)، من طريق علي بن الحسين، أن صفية زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند


(١) قال الحافظ في الفتح (١٠/ ٥٢٧): «ومعناه أنهن يتغيبن منه، ويدخلن من وراء الستر، وأصله من قمع التمرة أي: يدخلن في الستر كما يدخلن التمرة في قمعها».
(٢) قال الحافظ: «فيسربهن: أي يرسلهن». المصدر السابق.
(٣) ينظر: شرح ابن بطال (٩/ ٣٠٤)، شرح الكرماني (٢١/ ٦).
(٤) (٢/ ٧١٥) ١٩٣٠.
(٥) (٢/ ٧١٧) ١٩٣٣.
(٦) (٤/ ١٧١٢) ٢١٧٥.

<<  <   >  >>