للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب أم سلمة، مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال لهما النبي -صلى الله عليه وسلم-: «على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي» فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا» واللفظ للبخاري في الموضع الأول منه.

وفي الحديث جواز زيارة المرأة لزوجها المعتكف في ليل أو نهار، وحسن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث خرج من اعتكافه لإيصال زوجته، وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن، والاحتياط من كيد الشيطان، والاعتذار، وهذا متأكد في حق العلماء، ومن يقتدي به فلا يفعلوا فعلًا يوجب سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم» (١).

٩ - رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأبى إجابة دعوة الطعام حتى تصحبه زوجته:

أخرج مسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب: ما يفعل الضيف إذا تبعه غير من دعاه صاحب الطعام، واستحباب إذن صاحب الطعام للتابع (٢)، من حديث أنس أن جارًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فارسيًّا، كان طيب المرق، فصنع الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جاء يدعوه، فقال: «وهذه؟» لعائشة. فقال: لا (٣). فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا. فعاد يدعوه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وهذه؟» لعائشة. قال: «لا» قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا» ثم عاد يدعوه. فقال رسول الله: «وهذه»؟ قال: نعم. في الثالثة. فقاما


(١) ينظر: شرح النووي (١٤/ ١٥٦)، الفتح (٤/ ٢٨٥)، عمدة القارئ (١١/ ١٥٠).
(٢) (٣/ ١٦٠٩) ٢٠٣٧.
(٣) قال الحافظ في الفتح (٩/ ٥٦١): « … فيجاب عنه بأن الدعوة لم تكن لوليمة، وإنما صنع الفارسي طعامًا بقدر ما يكفي الواحد، فخشي إن أذن لعائشة أن لا يكفي النبي -صلى الله عليه وسلم-».

<<  <   >  >>