للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الاختلاط والخلوة، فإن الإسلام يحرمه ويمنعه، أخرج أبو داود في سننه (١) من طريق حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد، فاختلط الرجال مع النساء في الطريق. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء: «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق (٢)، عليكن بحافات الطريق» فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها؛ ليتعلق بالجدار من لصوقها به.

وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣).

وقد نبه الإمام ابن القيم على خطورة الاختلاط بين الرجال والنساء، وبين أن من آثاره انتشار الأمراض الجنسية فمما قاله حول هذا الأمر: «ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة. واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزيني، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة، ولما اختلط البغايا بعسكر موسيى، وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله عليهم الطاعون، فمات في يوم واحد سبعون ألفًا والقصة مشهورة في كتب التفاسير) (٤)، فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزي؛ بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، والمشي بينهم متبرجات متجملات، ولو علم أولياء الأمور ما في ذلك من


(١) (٤/ ٣٦٩) ٥٢٧٢.
(٢) جاء في اللسان (١٠/ ٥٦): «ليس للنساء أن يحققن الطريق، هو أن يركبن حقها وهو وسطها» مادة (ح ق ق).
(٣) (٣/ ٥١١) ٨٥٦.
(٤) ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي (١/ ٤٨)، التفسير الكبير للرازي (٣/ ٨٥)، الدر المنثور (٣/ ٦١١).

<<  <   >  >>