للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا يعلم أن علاج نشوز الزوجة على مراحل ثلاثة:

١ - {فَعِظُوهُنَّ} أي: انصحوهن بالترغيب والترهيب، فتذكر بما أوجبه الله عليها من حسن الصحبة، وجميل العشرة للزوج (١).

والوعظ يختلف باختلاف حال المرأة فمنهن من يؤثر في نفسها التخويف من الله عز وجل وعقابه، ومنهن من يؤثر في نفسها التهديد والتحذير من سوء العاقبة في الدنيا شماتة الأعداء، والمنع من بعض ما ترغبه من ثياب حسنة وحلي، والعاقل من الرجال لا يخفى عليه ما يؤثر في قلب امرأته (٢).

٢ - {وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ} و حين لا يؤتي الوعظ ثمرته، يأذن الله تعالى للرجل أن ينتقل من الوعظ إلى الهجر، قال الحافظ: «واختلف أهل التفسير في المراد بالهجران، فالجمهور على أنه ترك الدخول عليهن، والإقامة عندهن على ظاهر الآية، وهو من الهجران وهو البعد، وظاهره أنه لا يضاجعها، وقيل المعين: يضاجعها ويوليها ظهره، وقيل يمتنع من جماعها، وقيل: يجامعها ولا يكلمها، وقيل «اهجروهن» من الهُجر بضم الهاء، وهو الكلام القبيح أي: اغلظوا لهن في القول، وقيل: مشتق من الحجار وهو الحبل الذي يشد به البعير، يقال: هجر البعير، أي ربطه، فالمعنى أوثقوهن في البيوت، واضربوهن، قاله الطبري (٣) وقواه، واستدل له، ووهاه ابن العربي (٤) فأجاد» (٥).


(١) ينظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٥٣٣)، تفسير القرطبي (٥/ ١٧١)، تفسير أبي السعود (٢/ ١٧٤).
(٢) حقوق النساء في الإسلام (٥١).
(٣) تفسير الطبري (٥/ ٥٧).
(٤) أحكام القرآن (١/ ٥٣٠).
(٥) الفتح (٩/ ٢١٢) وانظر: تفسير القرطبي (٥/ ١٧١)، تفسير ابن كثير (١/ ٤٩٣)، روح المعاني (٥/ ٢٤).

<<  <   >  >>