للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنفقة، لا العدل في الحب والجماع، والله تعالى يقول: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} (١).

- وبوّب البخاري في صحيحه في كتاب النكاح، باب: حب الرجل بعض نسائه أفضل من بعض (٢)، واستشهد بحديث ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن عمر -رضي الله عنه- دخل على حفصة، فقال: يا بنيَّة لا يغرنَّك هذه التي أعجبها حسنها، وحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إيّاها -يريد عائشة- فقصصت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتبسم.

قال العيني: «ولا حرج على الرجل إذا آثر بعض نسائه في المحبة، إذا سوى بينهن في القسم، والمحبة ما لا تحلب بالاكتساب، والقلب لا يملكها، ولا يستطاع فيها العدل، ورفع الله عز وجل فيها عن عباده الحرج، قال الله عز وجل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٣) (٤).

قال ابن قدامة: «لا نعلم خلافًا بين أهل العلم في أنه لا يجب التسوية بين النساء في الجماع، وهو مذهب مالك والشافعي، وذلك لأن الجماع طريقه: الشهوة


(١) النساء: (١٢٩).
وانظر: حول تصحيح فهم بعض الناس الذين قالوا بحرمة التعدد بناءً على فهمهم القاصر لهذه الآية؛ لعدم إمكانية العدل عند د. محمد بتاجي في «مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة» (٧٤)، والدكتور وهبة الزحيلي في «تعدد الزوجات» (١٥)، و د. عبد الله الطيار في «العدل التعدد» (٤٥)، والأستاذة سوسن الحوّال في المرأة في التصور القرآني (٢٠٩).
(٢) (٥/ ٢٠٠١) ٤٩٢٠.
(٣) البقرة: (٢٨٦).
(٤) عمدة القارئ (٢٠/ ٢٠٣).

<<  <   >  >>