الدين ابن قاضي القضاة أكمل الدين ابن قاضي القضاة شرف الدين ابن قاضي القضاة شمس الدين ابن الإمام زين الدين أبي المفاخر مفلح المقدسي الأصل الإمام العالم العلامة النحرير المحقق الكبير الفقيه المحدث الورع الزاهد الثبت الخير كان أحد العلماء بالشام الملازمين على تعليم العلم والفتيا وكان له المتانة الكاملة في الفقه والعربية والفرائض والحساب والتاريخ ولأهل دمشق فيه اعتقاد عظيم وهو محله وأهله وكان متجنبا غالب الناس وله مداومة على تلاوة القرآن والعبادة أخذ عن الجلة من مشايخ عصره منهم جدنا العلامة شيخ الإسلام البدر محمد الغزي العامري والعلامة أبو الفدا إسماعيل بن إبراهيم النابلسي الشافعي وأخذ الفقه عن الفقيه الكبير الشرف موسى بن أحمد الحجاوي صاحب الإقناع وأخذ عن الإمام المحدث الكبير الشمس محمد بن طولون الصالحي وبرع في أنواع العلوم ودرس بعدة مدارس منها دار الحديث بصالحيه دمشق بالقرب من المدرسة الأتابكية وكان له بقعة تدريس بالجامع الأموي وعرض عليه قضاء الحنابلة بمحكمة الباب لما مات القاضي محمد سبط الرجيحي في زمن قاضي القضاة المولى مصطفى بن حسين بن المولى سنان صاحب حاشية التفسير فامتنع وبالغ القاضي ومن كان عنده من كبار العلماء في طلبه فلم ينخدع ولم يل القضاء واعتذر بثقل السمع وأنه لا يسمع ما يقوله المتداعيان بسهولة وذلك يقتضي صعوبة فصل الأحكام ولم يزل يتلطف بالقاضي حتى عفا عنه وكانت وفاته في جمادي الآخرة سنة ثمان وثلاثين وألف. هكذا ترجمه الفاضل المحبي وذكر وفاته - قال المؤلف الغزي - ورأيت بخط تلميذه العلامة عبد الباقي مفتي السادة الحنابلة ما نصه شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد الوفائي الحنبلي المفلحي سكن الصالحية أولا ثم مدينة دمشق أجمع الناس على جلالته ودينه بل وعَلَى ولايته توفي سنة خمس وثلاثين وألف ودفن في تربة الحنابلة بمرج الدحداح خارج باب الفراديس وأخبرني من أثق به يوم مات أنه عمر مائة سنة إلا سنة أدرك الشيخ موسى صاحب الإقناع وقرأ عليه وكان ملازما على التدريس في جامع بني أميه في كل العلوم الشرعية وآلاتها أعرف الناس في الفرائض والعربية وكان زاهدا متقللا في الدنيا لا يعرف تصنعا لا في لبسه ولا في عمته ولا في شيء من حركاته وسكناته وكان لا يستطيع أحدًا إذا صافحه بيده أن يرفعها ليقبلها لقوة أعضائه