من آواه ونصره فلله الحمد والمنة على ذلك. وفيما جرى من ابن سعود شبيه بما جرى من الأنصار في بيعة العقبة. ثم أن بني خالد وأهل نجد العراق والأشراف والبوادي وغيرهم تجردوا لعداوة هذا الشيخ ومن كان آواه ونصره وأقبلوا على حربهم بعتادهم وجنودهم فأبطل الله كيد من عاداهم وكل من رام من هؤلاء الملوك وأعوانهم أن يطفئ هذا النور أطفأ الله وجعله رمادًا كثير من أموالهم فيئًا للمسلمين.
وهذه عبرة عظيمة ومنة جسيمة ثم أن الله بفضله وإحسانه أظهر هذا الدين في نجد وأذل من عاداه فعمت النعمة أهل نجد ومن والاهم شرقًا وغربًا وحفظ الله عليكم نعمة الإِسلام التي رضيها لعباده دينًا فلم يقدر أحد أن يقهرها بقوته وقدرته فاشكروا نعمة ربكم" ا هـ.
من رسالة كتبها الشيخ عبد الرحمن بن حسن إلى نواحي ومقاطعات نجد بعد عودته من البلاد المصرية.
قال الشيخ عبد القادر بن بدران علامة الشام في حق الشيخ:
"العالم الأثري والإِمام الكبير محمد بن عبد الوهاب رحل إلى البصرة والحجاز لطلب العلم فأخذ عن الشيخ علي أفندي الداغستاني وعن الشيخ المحدث إسماعيل العجلوني وغيرهما من العلماء وأجازه محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين ولما امتلأ وطابه من الآثار وعلم السنة وبرع في مذهب أحمد أخذ ينصر الحق ويحارب البدع ويقاوم أدخله الجاهلون في هذا الدين الحنيف والشريعة السمحاء وأعانه قوم أخلصوا العبادة لله وحده على طريقته التي هي إقامة التوحيد الخالص والدعوة إليه وإخلاص الوحدانية والعبادة كلها بسائر أنواعها لخالق الخلق وحده فهب إلى معارضته قوم ألفوا الجمود على ما كان عليه الآباء وتذرعوا بالكسل عن طلب الحق وهم لا يزالون إلى اليوم يضربون على ذلك الوتر وجنود الحق تكافحهم لتردهم إلى صوابهم وما أحقهم بقول القائل:
كناطح صخرة يومًا ليوهنها … فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل