أهل المخاط والبصا … ق والعظام الواهية
ما سمعوا ما فهموا … ما قلت من كلاميه
تكبرو تجبروا … باعوا الجنان العالية
تنعموا تترفوا … وآثروا الرفاهية
إن هي إلا أخذة … سارية أو غادية
وقد حوتهم جنة … أو قعر نار حامية
وقال كل كاسب … مالي وأين ماليه
وقال كل سيد … جاهي عدمت جاهية
وقال ذو السلطان حيـ … ـــن ذل واسلطانية
أين أبي أين اخي … أين مضى غلمانيه
يومئذ ترى العيـ … ون بالدماء باكية
كل يقول حسرتي … خسرت واحرمانيه
يا ليتني مت وقد … حرمت من أفعاليه
ياليت قلبي لم يكن … مع القلوب القاسية
يا ليتها يا ليتها … كانت علي القاضية
قرأ العلم على الشيخ أبي الفرج جماعة من أعيان المذهب وسمع الحديث وغيره من تصانيفه خلق لا يحصون كثرة وممن روى عنه الشيخ موفق الدين والحافظ عبد الغني - وقد نالته محنة في آخر عمره وحمل إلى واسط وحبس بدار فيها وكان بعض الناس يدخلون عليه ويسمعون منه وبقي على ذلك من سنة تسعين إلى سنة خمس وتسعين وخمسمائة فافرج عنه وقدم بغداد وخرج خلق كثير لتلقيه وفرح به أهل بغداد فرحًا عظيمًا وخلع عليه وجلس عند تربة أم الخليفة للوعظ وأنشد:
شقينا بالنوى زمنًا فلما … تلاقينا كانا ما شقينا
سخطنا عندما جنت الليالي … فما زالت بنا حتى رضينا
سعدنا بالوصال وكم شقينا … بكاسات الصدود وكم ضنينا
فمن لم يحيى بعد الموت يومًا … فأنا بعد ما متنا حيينا