للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بموجبِ قوله {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} [آل عمران: ١١٣]، والتِّلاوَةُ تختَصُّ باتِّباعِ كُتُبِ اللهِ المُنزّلَةِ تارةً بالقراءةِ، وتارةً بالارتِسامِ لما فيها من أمرْ ونهي وترغيبٍ وترهيبٍ، أو ما يُتَوَهَّمُ فيه ذلك، وهو أخصُّ من القراءةِ، فكلُّ تلاوةٍ قراءةٌ وليس كلُّ قراءةٍ تلاوةً، وأمَّا قولُهُ {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} فاتِّباعٌ له بالعلم والعمل" (١).

وقال السعدي في تفسيره: "أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه، فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضاً ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها، ثم خص من التلاوة بعدما عمم الصلاة التي هي عماد الدين" (٢).

وقال -رحمه الله-: "والتلاوة: الاتباع، فيحلون حلاله، ويحرمون حرامه، ويعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، وهؤلاء هم السعداء" (٣).

وقال في تفسير سورة العنكبوت: "يأمر تعالى بتلاوة وحيه وتنزيله، وهذا الكتاب العظيم، ومعنى تلاوته، اتباعه، بامتثال ما يأمر به، واجتناب ما ينهى عنه، والاهتداء بهداه، وتصديق أخباره، وتدبر معانيه، وتلاوة ألفاظه، فصار تلاوة لفظه جزء المعنى وبعضه، وإذا كان هذا معنى تلاوة الكتاب، علم أن إقامة الدين كلها، داخلة في تلاوة الكتاب" (٤).


(١) "المفردات" (٧٥).
(٢) "تيسير الكريم الرحمن" (٦٣٥).
(٣) "تيسير الكريم الرحمن" (٤٧).
(٤) "تيسير الكريم الرحمن" (٥٨١).

<<  <   >  >>