للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال يزيد بن عبد الملك: "إني لأستحي من الله -عز وجل- أن أسأل الجنة لأخ من إخواني وأبخل عليه بدينار أو درهم".

وفي هذا المعنى قال الشاعر:

عجبتُ لبعض الناس يبذلُ ودهُ ... ويمنع ما ضُمَّت عليه الأصابعُ

إذا أنا أعطيتُ الخليل مودتي ... فليس لمالي بعد ذلك مانعُ

الخليل المحب يعين خليله ولا يبخل عليه بشيء من ماله مما يقدر عليه.

وأحسن القائل:

وتركي مواساة الأخلاء بالذي ... تنال يدي ظلمٌ لهم وعقوقُ

وإنِّيَ أستحيي من الله أن أُرى ... بحال اتساعٍ والصديق مَضِيقُ

قال الشاعر:

من كان للخير منَّاعاً فليس لهُ ... عندَ الحقيقة إخوانٌ وأخْدانُ (١).

المواساة بالمال مع الإخوان على ثلاث مراتب:

أ- أن تقوم بحاجة أخيك من فضل مالك.

ب- أو تنزله منزلة نفسك وترضى بمشاركته إياك في مالك.

عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لمَّا حفر الخندق رأيت من النبي - صلى الله عليه وسلم - خمصاً فانكفأت إلى امرأتي فقلت: هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصاً شديداً؟ فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن، فذبحتها فطحنت ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليتُ إلى


(١) الخدن: الصديق الحميم.

<<  <   >  >>