للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبمن معه. فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله ذبحتُ بُهُيَمةً لنا، وطحنتُ صاعًا من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معك فصاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنزلن بُرمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء".

فجئت وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقدُم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلتُ الذي قلت، فأخرجت لنا عجينًا فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: "ادع خبازةً فلتخبز معك، واقدحي من برمتك ولا تنزلوها".

وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغيظ كما هي وإن عجيننا كما هو (١).

كان أبو جعفر محمد بن علي يدعو نفرًا من إخوانه كل جمعة فيطعمهم الطعام الطيب، ويطيبهم، ويبَخِّرهم، ويروحون إلى المسجد من منزله (٢).

وكان سعيد بن العاص يدعو جيرانه وجلساءه في كل يوم جمعة، فيصنع لهم الطعام، ويكسوهم الثياب، فإذا أرادوا أن يتفرقوا أمر لهم بالجوائز". وبعث إليهم (٣).

ج- أو تؤثره على نفسك وتقدم حاجته على حاجتك.

قال الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: ٩].


(١) أخرجه البخاري (٦/ ١٨٣، ٧/ ٣٩٦)، ومسلم (٢٠٣٩).
(٢) "كتاب الإخوان" (٢٣٠) لابن أبي الدنيا.
(٣) "كتاب الإخوان" (٢٣٣، ٢٣٤) لابن أبي الدنيا.

<<  <   >  >>