للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رضي الله عنهما وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكُنُه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. فقال: إن لي خادمًا. قال: فأنت من الملوك (١).

وعن الحسن البصري: أنه تلا هذه الآية {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا}، فقال: وهل المُلك إلا مركبٌ وخادمٌ ودار؟ (٢).

والأريب هو الذي يشكر نعمة الله عليه، فإن نعم الله علينا كثيرة، ومن أجلها تيسير خدمتك بأيدي أجير أو خادم، أو خادمة، أو عامل، أو عاملة، والحديث هنا يقع على خدم البيوت وليس الخدمة العامة لسائر أبواب الإمارة والملك الذي هو بسبيله من الجندي والشرطي والكاتب.

والعاقل من قام بخدمة نفسه أولًا، فإن عجز فلا بأس من استخدام خادم عاقل متمكن خبير أمين موثوق به.

لكن العلامة ابن خلدون يقول في المقدمة (٣): "إن المترف من الناس يترفع عن مباشرة حاجاته أو يعجز عنها لما ربي عليه من خلق التنعم والترف، فيتخذ خدمًا يقضون له تلك الحاجات مقابل أجر معين، وهذا أمر يعتبره غير محمود بحسب الرجولة الطبيعية للإنسان، وذلك لأن الثقة بكل واحد عجز، ولأنها تولد الكسل لدى المترفين، وكذلك لأن الخادم القائم بذلك لا يعدو أربع حالات:


(١) أخرجه ابن جرير (١١٦٢٨). وينظر "تفسير ابن كثير" (٣/ ٦٨).
(٢) أخرجه ابن جرير (١١٦٣٠).
(٣) "مقدمة ابن خلدون" -الطبعة العصرية- (٣٥٦) بتصرف.

<<  <   >  >>