فالأول، وهو المضطلع الموثوق يترفع عن الخدمة لاضطلاعه بالأمور وثقته، غني عن الناس، يتدبر أمره في سبل المعاش الأخرى.
وأما الثاني فلا ينبغي لعاقل استعماله؛ لأنه يجحفُ بمخدومه (رب البيت) فلا حاجه لرب البيت به بأن يدخل الريبة إلى عمله ومنزله، وخاصة ممن يقدر عليها.
وأما الثالث فلا تشفع له أمانته أمام تضييعه لأعمال رب البيت.
وأما الرابع فأي شيء أنفع منه، وهذا إذا لم يقع الضرر" انتهى بتصرف.
قلت:
فإن قيل: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - خدم؟
الجواب: نعم، ولكن الصحابة هم الذين كانوا يفرضون أنفسهم لخدمته طلبًا للشرف والعلم والفائدة من هديه وسمته ودعائه - صلى الله عليه وسلم -.
عدد العلامة ابن قيم الجوزية -رحمه الله-: أسماء من خدمه - صلى الله عليه وسلم -، فمنهم أنس ابن مالك، وكان على حوائجه، وعبدُ الله بن مسعود صاحبُ نعله، وسواكه، وعُقبَةُ بن عامر الجهني صاحب بغلته، يقود به في الأسفار، وأسلع بن شريك، وكان صاحب راحلته، وبلال بن رباح المؤذن، وسعد، موليا أبي بكر الصديق، وأبو ذر الغفاري، وأيمن بن عبيد، وأمه أم أيمن