الظبي أشد سعيًا من الكلب، ولكنه إذا أحس به التفت إليه فيضعف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه" (١).
وهذا مثل ثالث:
المتسابقون في رياضة الركض، كل متسابق منهم يبذل أقصى ما يملك من الجهد لكي يفوز بالسباق.
وإنك لترى كل واحد منهم قد ثبت بصره على خط النهاية، فلا يلتفت يمنه ولا يسره حتى يحقق هدفه.
وكل متسابق من هؤلاء وضع في ذهنه لحظه التكريم، فلو التفت أحدهم إلى هتافات الجمهور، أترى أنه يسبق، ولو أنه نظر في عطفه وملبسه وجمال جسمه أتراه يحقق هدفه.
والآن أيها -الودود- هل أدركت خطورة القواطع من شياطين الأنس والجن، وأدركت خطورة النفس الأمارة بالسوء، والهوى، وقرناء الباطل، والبيئة السيئة، فهؤلاء قطاع الطريق، وأنت بينهم تسعى وتجاهد عدوك من أجل حليه الأخلاق وقلادة الأدب.
ولا يمكن لنائم أن يفوز بتاج الفضيلة، ومنح الأخلاق وهو مقصر في حياته منغمس في لهوه، ومتدثر في سهوه، يرجو الربح في ميدان السباق.
يحاول نيل المجد والسيفُ مغمدٌ ... ويأملُ إدراك العُلى وهو نائمُ
فالخلق الحسن نوع من الهداية، يحصل عليه المرء بالمجاهدة، وبذل