للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقال: له همة عالية" (١).

أما في الاصطلاح:

"الهم: هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يُفعل، من خير أو شر" والهمة: توجه القلب وقصده بجميع قواه الروحية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره" (٢).

قال ابن القيم: "والهمة فِعلَة من الهم، وهو مبدأ الإرادة، ولكن خصوها بنهاية الإرادة، فالهمُّ مبدؤها، والهمة نهايتها.

قال صاحب المنازل:

"الهمة: ما يملك الانبعاث للمقصود صرفًا، ولا يتمالك صاحبُها ولا يلتفت عنها"

والمراد: أن همة العبد إذا تعلقت بالحق تعالى طلبًا صادقًا خالصًا محضًا، فتلك هي الهمة العالية التي "لا يتمالك صاحبها" أي لا يقدر على المهلة، ولا يتمالك صبره لغلبة سلطانه عليه، وشدة إلزامها إياه بطلب المقصود "ولا يلتفت عنها" إلى ما سوى أحكامها، وصاحب هذه الهمة: سريع وصوله وظفره بمطلوبه، ما لم تعقه العوائق، وتقطعه العلائق، والله أعلم" اهـ (٣).

قلت: فعلو الهمة يستلزم الجد، والترفع عن الدنايا ومحقرات الأمور.


(١) "المصباح المنير" (٢٤٥).
(٢) "التعريفات" (٣٢٠).
(٣) "مدارج السالكين" (٣/ ٥).

<<  <   >  >>