للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله كَريم يُحب الكَرَمَ وَمَعاليَ الأَخلاقِ، وَيبغِضُ سَفسافَها" (١).

وسفسافها: أي حقيرها ورديئها، وشرفُ النفس أن يصونها عن الدنايا، والهمة العالية لا تزال بصاحبها تزجره عن مواقف الذل، واكتساب الرذائل، وحرمان الفضائل، حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسؤدد.

قال ابن القيم رحمه الله في (الفوائد ٢٠٣): "فمن علت همته، وخشعت نفسه؛ اتصف بكل خلق جميل، ومن دنت همته، وطغت نفسه؛ اتصف بكل خلق رذيل".

وقال رحمه اللهُ في (الفوائد): "فالنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها، وأفضلها، وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار؛ فالنفوس العلية لا ترضى بالظلم، ولا بالفواحش، ولا بالسرقة ولا بالخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك وأجل، والنفوس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك".

قال ابن السَّمَّاك: هِمَّةُ العاقل في النجاة والهَرَب، وهِمَّة الأحمق في اللَّهو والطَّرب (٢).


(١) صحيح. أخرجه الحاكم (١/ ٤٨)، وصححه، وكذا الألباني في "صحيح الجامع" (١٨٨٩).
(٢) ابن السَّمَّاك، أبو العباس مُحمد بن صَبيح العِجْلي. سيّدُ الوعاظ، توفي سنة ١٨٣ للهجرة، وينظر ترجمته "سير أعلام النبلاء" (٨/ ٣٢٩) و"ميزان الاعتدال" (٣/ ٥٨٤) و"شذرات الذهب" (١/ ٣٠٣).

<<  <   >  >>