للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ففيم، العمل؟ قال زُهَيْرُ: فَقَالَ كَلِمَةً خَفِيَتْ عَلَيَّ فسألت عنها نسيبي [١] بَعْدُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا، فَقَالَ:

«اعْمَلُوا فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ لِمَا خلق له» [٢] .

[[سورة الشمس (٩١) : الآيات ٩ الى ١٥]]

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (١٣)

فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥)

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (٩) ، وَهَذَا مَوْضِعُ الْقَسَمِ أَيْ فَازَتْ وَسَعِدَتْ نَفْسٌ زَكَّاهَا اللَّهُ، أَيْ أَصْلَحَهَا وَطَهَّرَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَوَفَّقَهَا لِلطَّاعَةِ.

وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) ، أَيْ خَابَتْ وَخَسِرَتْ نَفْسٌ أَضَلَّهَا اللَّهُ فَأَفْسَدَهَا، وَقَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَاهُ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ فَأَصْلَحَهَا وَحَمَلَهَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (١٠) أَهْلَكَهَا وَأَضَلَّهَا وَحَمَلَهَا عَلَى الْمَعْصِيَةِ، فجعل الفعل للنفس، ودسّاها أَصْلُهُ: دَسَّسَهَا مِنَ التَّدْسِيسِ، وَهُوَ إِخْفَاءُ الشَّيْءِ، فَأُبْدِلَتِ السِّينُ الثَّانِيَةُ يَاءً، وَالْمَعْنَى هَاهُنَا: أَخْمَلَهَا وَأَخْفَى مَحَلَّهَا بِالْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ.

«٢٣٤٤» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ [٣] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ الشَّافِعِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن مسلم ثنا أبو بكر الجوربذي [٤] ثنا أحمد بن حرب ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ والكسل والبخل والجبن والهرم [٥] وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مَنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمَنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا» .

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) ، بِطُغْيَانِهَا وَعُدْوَانِهَا أَيِ الطُّغْيَانُ حَمَلَهُمْ عَلَى التَّكْذِيبِ.

إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) ، أَيْ قَامَ، وَالِانْبِعَاثُ: هُوَ الْإِسْرَاعُ فِي الطَّاعَةِ لِلْبَاعِثِ، أَيْ كَذَّبُوا بِالْعَذَابِ وَكَذَّبُوا صَالِحًا لَمَّا انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَهُوَ: قُدَارُ بْنُ سَالِفٍ، وَكَانَ أَشْقَرَ أَزْرَقَ الْعَيْنَيْنِ قصيرا قام لعقر الناقة.


٢٣٤٤- صحيح، أحمد بن حرب صدوق، وقد توبع ومن دونه، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم.
- أبو معاوية هو محمد بن خازم، عاصم هو ابن سليمان الأحول، أبو عثمان هو النهدي اسمه عبد الرحمن بن ملّ.
- وهو في «شرح السنة» ١٣٥٢ بهذا الإسناد.
- وأخرجه مُسْلِمٌ ٢٧٢٢ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية بهذا الإسناد.
- وأخرجه الترمذي ٣٥٧٢ من طريق أبي معاوية به مختصرا.
- وأخرجه النسائي ٨/ ٢٦٠ و٢٨٥ من طريقين محاضر عن عاصم الأحول عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عن زيد بن أرقم به.
- وله شواهد منها:
- حديث أنس: عند البخاري ٤٧٠٧ ومسلم ٢٧٠٦.
- وحديث عبد الله بن عمرو أخرجه الترمذي ٣٤٨٢ وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
- وحديث عائشة عند أحمد ٦/ ٢٠٩ (٢٥٢٢٩) والواحدي في «الوسيط» ٤/ ٤٩٨.
(١) تصحف في المطبوع «نسبي» .
(٢) العبارة في المطبوع «فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة» .
(٣) زيد في المطبوع «بن» .
(٤) تصحف في المطبوع «الجور بردي» .
(٥) في المخطوط «الهم» .

<<  <  ج: ص:  >  >>