للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فملؤوا تِلْكَ الْغَرَائِرَ سَهْلَةً، ثُمَّ أَتَوْا إبراهيم [عليه السلام] [١] فَأَعْلَمُوهُ وَسَارَةُ نَائِمَةٌ، فَاهْتَمَّ إِبْرَاهِيمُ لِمَكَانِ النَّاسِ بِبَابِهِ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ وَاسْتَيْقَظَتْ سَارَةُ وَقَدِ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا جَاءَ الْغِلْمَانُ؟

قَالُوا: بَلَى، قَالَتْ: فما جاؤوا بِشَيْءٍ؟ قَالُوا: بَلَى، فَقَامَتْ إِلَى الغرائر ففتحتها فإذا هي ملأى بأجود دَقِيقٍ حُوَارِي يَكُونُ، فَأَمَرَتِ الْخَبَّازِينَ فَخَبَزُوا وَأَطْعَمُوا النَّاسَ فَاسْتَيْقَظَ إِبْرَاهِيمُ [عليه السلام] فَوَجَدَ رِيحَ الطَّعَامِ، فَقَالَ: يَا سَارَةُ مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنْ عِنْدِ خَلِيلِكَ الْمِصْرِيِّ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ عِنْدِ خَلِيلِيَ اللَّهِ، قال: فيومئذ اتخذ الله إبراهيم خَلِيلًا [٢] .

قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى الْخَلِيلُ الَّذِي لَيْسَ فِي مَحَبَّتِهِ خَلَلٌ، وَالْخُلَّةُ: الصَّدَاقَةُ، فَسُمِّيَ خَلِيلًا لِأَنَّ اللَّهَ أَحَبَّهُ وَاصْطَفَاهُ. وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْخَلَّةِ وَهِيَ الْحَاجَةُ، سُمِّيَ خَلِيلًا، أَيْ: فَقِيرًا إِلَى اللَّهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ فَقْرَهُ وَفَاقَتَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ لِأَنَّ قَوْلَهُ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا يَقْتَضِي الْخُلَّةَ من الجانبين، ولا تتصور الْحَاجَةُ مِنَ الْجَانِبَيْنِ.

«٧١٩» ثَنَا أَبُو الْمُظَفَّرِ [مُحَمَّدُ] [٣] بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ [٤] ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، ثَنَا خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَيْدَرَةَ [٥] الْأَطْرَابُلُسِيُّ، ثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ:

قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا وَلَكِنَّ [٦] [أَبَا بَكْرٍ] [٧] أَخِي وَصَاحِبِي، وَلَقَدِ اتّخذ الله صاحبكم خليلا» .

[[سورة النساء (٤) : الآيات ١٢٦ الى ١٢٧]]

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً (١٢٦) وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَاّتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتامى بِالْقِسْطِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِهِ عَلِيماً (١٢٧)


٧١٩- حديث صحيح، أبو قلابة اسمه عبد الملك بن محمد، صدوق تغير بأخرة، لكن توبع، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم، شعبة هو ابن الحجاج، أبو إسحاق هو السبيعي اسمه عمرو بن عبد الله، أبو الأحوص هو عوف بن مالك.
- وهو في «شرح السنة» (٣٧٥٩) بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ٢٣٨٣ ح ٤ وأحمد ١/ ٤٣٤ وأبو يعلى ٥٣٠٨ من طرق عن شعبة بهذا الإسناد.
- وأخرجه مسلم ٢٣٨٣ ح ٥ والترمذي ٣٦٥٥ وعبد الرزاق ٢٠٣٩٨ وأحمد ١/ ٤٠٨ و٤١٢ و٤٣٧ و٤٥٥ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي به.
- وأخرجه مسلم ٢٣٨٣ والحميدي ١١٣ وأحمد ١/ ٣٧٧ و٤٨٩ و٤٠٩ و٤٣٣ والنسائي في «الكبرى» (٨١٠٥) وابن ماجه ٩٣ وأبو يعلى ٥١٨٠ وابن حبان ٦٨٥٥ وابن سعد في «الطبقات» (٣/ ١٧٦) والبغوي ٣٧٦٠ من طرق من حديث ابن مسعود.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) هذا الخبر عزاه المصنف للكلبي عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وهذا إسناد ساقط الكلبي متروك، وأبو صالح غير ثقة في ابن عباس، والكلبي وأبو صالح أقرّا أنهما كانا يكذبان عن ابن عباس. راجع ترجمتهما في «الميزان» .
(٣) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة» .
(٤) في المطبوع «التيمي» .
(٥) في الأصل «حيضرة» والتصويب عن «شرح السنة» وعن «ط» .
(٦) في المطبوع «ولكنه» .
(٧) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>