للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسبعين ملّة، وتفترق أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كلهم في النار إلّا ملة وَاحِدَةً» ، قَالُوا: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» .

«٩١٢» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود: «إن أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسُلَّمُ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا» . وَرَوَاهُ جَابِرٌ مَرْفُوعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ، قِيلَ: لَسْتَ مِنْ قِتَالِهِمْ فِي شَيْءٍ، نَسَخَتْهَا آيَةُ الْقِتَالِ، وَهَذَا عَلَى قَوْلِ مَنْ قال: المراد من الْآيَةِ [١] الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَمَنْ قَالَ: أَرَادَ بِالْآيَةِ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ قَالَ: الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ: لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ، أَيْ: أَنْتَ مِنْهُمْ بريء وهم منك برآء، وتقول الْعَرَبُ: إِنْ فَعَلْتَ كَذَا فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْكَ، أَيْ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا بَرِيءٌ مِنْ صَاحِبِهِ، إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ، يَعْنِي: في الجزاء والمكافاة، ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ، إذا وردوا [٢] للقيامة.

[[سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٦٠ الى ١٦٣]]

مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَاّ مِثْلَها وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦٠) قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)

قَوْلُهُ تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، أَيْ: لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ أَمْثَالِهَا، وَقَرَأَ يَعْقُوبُ (عَشَرٌ) مُنَوَّنٌ، أَمْثالِها بِالرَّفْعِ. وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.

«٩١٣» أَخْبَرَنَا حَسَّانُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَنِيعِيُّ ثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ [٣] الْقَطَّانُ ثَنَا [٤] أَحْمَدُ [٥] بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال:


والترمذي ٢٦٤٠ وابن ماجه ٣٩٩١ وأحمد (٢/ ٣٣٢) والآجري في «الشريعة» ١٩ و٢٠ وصححه ابن حبان ٦٢٤٧، وهو أصح طرق هذا المتن. وإسناده حسن صحيح.
وانظر «الشريعة» للآجري ١٨ و١٩ و٢٠ و٢١ و٢٣ و٢٤ و٢٥ و٢٦ بترقيمي.
٩١٢- الموقوف على ابن مسعود أخرجه البخاري ٧٢٧٧، وانظر ما قاله ابن حجر في «الفتح» (١٣/ ٢٥١) .
وحديث جابر المرفوع أخرجه مسلم ٨٦٧ والنسائي (٣/ ١٨٨) وابن ماجه ٤٥ وأحمد (٣/ ٣١٠ و٣٣٨ و٣٧١) وابن حبان ١٠ والبيهقي (٣/ ٢٠٦) والبغوي في «شرح السنة» ٤١٨٩.
٩١٣- إسناده صحيح على شرط مسلم حيث تفرد عن السلمي.
عبد الرزاق هو ابن همّام، معمر ابن راشد.
وهو في «شرح السنة» ٤٠٤٣ بهذا الإسناد مطوّلا وصدره «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً.....» .
وأخرجه ابن مندة في «الإيمان» ٣٧٣ من طريق محمد بن حماد الطهراني، وأحمد بن يوسف السلمي به.
وأخرجه البخاري ٤٢ و١٢٩ وأحمد (٢/ ٣١٧) وابن حبان ٢٢٨ من طرق عن عبد الرزاق بهذا الإسناد.
(١) في المطبوع «منه» بدل «من الآية» .
(٢) في المطبوع «ردّوا» . [.....]
(٣) في الأصل «والحسن» وهو تصحيف.
(٤) زيد في الأصل «مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقَطَّانُ ثَنَا» بين «ثنا» و «أحمد» وصوّب هذا السند من «شرح السنة» ٤٠٤٣ و «الأنوار» ١٢٢٦ و١٢٥٠.
(٥) في الأصل «محمد» والتصويب من «شرح السنة» و «الأنوار» وكتب التراجم.

<<  <  ج: ص:  >  >>