للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقُرْآنِ إِلَّا قَوْلَهُ: لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ [الأنبياء: ١٠٣] ، ضِدَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ، وَهُمَا لُغَتَانِ: حَزِنَ يَحْزُنُ وَأَحْزَنَ يُحْزِنُ، إِلَّا أَنَّ اللُّغَةَ الْغَالِبَةَ حَزِنَ يَحْزُنُ، الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ، قَالَ الضَّحَّاكُ: هُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: [هُمُ] [١] الْمُنَافِقُونَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ بِمُظَاهَرَةِ الْكُفَّارِ. إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً، بِمُسَارَعَتِهِمْ فِي الْكُفْرِ، يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ، نَصِيبًا فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ، فَلِذَلِكَ خَذَلَهُمْ حَتَّى سَارَعُوا فِي الْكُفْرِ، وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ.

إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا، اسْتَبْدَلُوا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً، [بِمُسَارَعَتِهِمْ فِي الْكُفْرِ] [٢] وَإِنَّمَا يَضُرُّونَ أَنْفُسَهُمْ، وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.

وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا، قَرَأَ حَمْزَةُ هَذَا وَالَّذِي بَعْدَهُ بِالتَّاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالْيَاءِ، فمن قرأ بالياء ف الَّذِينَ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِ تقديره: [و] لا يَحْسَبَنَّ الْكَفَّارُ إِمْلَاءَنَا لَهُمْ خَيْرًا، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّاءِ يَعْنِي: وَلَا تَحْسَبَنَّ يَا مُحَمَّدُ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَإِنَّمَا نُصِبَ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الَّذِينَ، أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ، وَالْإِمْلَاءُ الْإِمْهَالُ وَالتَّأْخِيرُ، يُقَالُ: عشت طويلا وَتَمَلَّيْتُ حِينًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مَرْيَمَ:

٤٦] أَيْ: حِينًا طَوِيلًا، ثُمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ: أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ، نُمْهِلُهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ، قَالَ مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي مَكَّةَ، وَقَالَ عَطَاءٌ: فِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ.

«٤٩٦» أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَفَّالُ أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بن الفضل البرنجردي [٣] أنا أبو أحمد


٤٩٦- حسن بهذا اللفظ، وصدره صحيح لشواهده. إسناده ضعيف لضعف عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، لكن توبع، وباقي الإسناد ثقات، أبو داود هو سليمان بن داود، شعبة هو ابن الحجاج.
- وهو في «شرح السنة» (٣٩٩٠) بهذا الإسناد.
- وأخرجه المصنف من طريق الطيالسي، وهو في «مسنده» (٨٦٤) عن شعبة وحماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد بهذا الإسناد.
- أخرجه الترمذي ٢٣٣٠ من طريق علي بن زيد بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح!! - وأخرجه أحمد ٥/ ٤٩ (١٩٩٨٧) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي بكرة وحميد ويونس، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ به.
- وأخرجه الحاكم ١/ ٣٣٩ (١٢٥٦) وأحمد ١٩٩٨٨ و١٩٩٨٩ من طريق حماد بن سلمة، عن حميد ويونس وثابت، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، ورجال الإسناد ثقات على شرط مسلم، لكن فيه عنعنة الحسن، وهو مدلس، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
- وأخرجه البغوي في «شرح السنة» (٣٩٨٩) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البناني ويونس بن عبيد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ.
وورد صدره دون عجزه من وجوه أخر.
- فله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ٢٥٤ و٢٥٥ وأحمد ٢/ ٢٣٥ و٤٠٣ والبزار ١٩٧١ وابن حبان ٤٨٤ وفي إسناده ابن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعن.
- ومن حديث جابر أخرجه الحاكم ١/ ٣٣٩ والبزار ٣٥٨٥ وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال الهيثمي في «المجمع» (١٧٥٤٩) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة، وقد وثق اهـ.
- ومن حديث أنس عند أبي يعلى ٣٤٩٦ وفي إسناده سهيل بن أبي حزم، وهو ضعيف، وقد حسّن إسناده الهيثمي في
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) سقط من المخطوط.
(٣) في الأصل «البروجردي» والتصويب عن «شرح السنة» وعن نسخة «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>