للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«٨٦٧» أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ الْخَلَّالِ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَنَا الرَّبِيعُ أَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ [١] بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مسلم أبدا: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ» .

قَالَ مُقَاتِلٌ: مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فَهُوَ نَذِيرٌ لَهُ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ: مَنْ بَلَغَهُ الْقُرْآنُ فَكَأَنَّمَا رَأَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ مِنْهُ، أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى؟ وَلَمْ يَقُلْ أُخَرَ لِأَنَّ الْجَمْعَ يَلْحَقُهُ التَّأْنِيثُ كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها [الْأَعْرَافِ: ١٨٠] ، وَقَالَ: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى [طه: ٥١] . قُلْ، يَا محمد إن شهدتم أنتم، لَا أَشْهَدُ، أَنَا أَنَّ مَعَهُ إِلَهًا، قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ، يَعْنِي: التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، يَعْرِفُونَهُ، يَعْنِي: مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَعْتِهِ وَصِفَتِهِ، كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ، مِنْ بَيْنِ الصِّبْيَانِ، الَّذِينَ خَسِرُوا

، غَبِنُوا، أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلِّ آدَمِيٍّ مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلًا في النار، فإذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مَنَازِلَ أَهْلِ النَّارِ فِي الْجَنَّةِ، وَلِأَهْلِ النَّارِ مَنَازِلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي النَّارِ، وَذَلِكَ الْخُسْرَانُ.


(١) زيد في الأصل «الله» بين «عبد» و «الملك» وهو إقحام.
٨٦٧- حديث صحيح. في الإسناد إرسال، الجمهور على أن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود لم يسمع من أبيه، لكن توبع، وللحديث شواهد.
وهو في «شرح السنة» ١١٢ بهذا الإسناد، وفيه «مسند الشافعي» (١/ ١٦) عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه الترمذي ٢٦٥٨ والحميدي ٨٨ والحاكم في «معرفة علوم الحديث» ص ٣٢٢ والخطيب في «الكفاية» ص ٢٩ وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٤٧) والبيهقي في «المعرفة» (١/ ١٥) من طرق عن سفيان بن عيينة به.
وأخرجه ابن عبد البر (١/ ٤٧، ٤٨) من وجه آخر عن الأسود عن ابن مسعود.
وأخرجه الترمذي ٢٦٥٧ وابن ماجه ٢٣٢ وأحمد (١/ ٤٣٧) وابن حبان ٦٦ وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (١/ ٤٥) وأبو يعلى ٥١٢٦ و٥٢٩٦ والرامهرمزي في «المحدث الفاضل» ٦ و٧ و٨ والبيهقي في «الدلائل» (٦/ ٥٤٠) من طرق عن سماك عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن مسعود به.
وله شاهد من حديث جبير بن مطعم عند ابن ماجه ٢٣١ وأحمد (٤/ ٨٠ و٨٢) والطحاوي في «المشكل» ١٦٠١ وابن عبد البر (١/ ٤١) والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» ٢٥ وأبو يعلى ٧٤١٣ والطبراني في «الكبير» ١٥٤١ والحاكم (١/ ٨٧) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (١/ ١٠، ١١) .
وفي الباب من حديث زيد بن ثابت عند أبي داود ٣٦٦٠ والترمذي ٥٦٥٦ وأحمد (٥/ ١٨٣) والدارمي (١/ ١٧٥) وابن عبد البر (١/ ٣٩) وابن حبان ٦٧ والرامهرمزي في «المحدث الفاضل» ٣ و٤ وابن أبي عاصم في «السنة» ٩٤ والطحاوي في «المشكل» ١٦٠٠ والطبراني ٤٨٩٠ و٤٨٩١ والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» ٢٤.
ومن حديث أبي سعيد الخدري عن البزار ١٤١ والرامهرمزي ٥.
وحديث أنس عند ابن ماجه ٢٣٦ وأحمد (٣/ ٢٢٥) وابن عبد البر (١/ ٤٢) .
وحديث النعمان بن بشير عند الحاكم (١/ ٨٨) وصححه ووافقه الذهبي.
وحديث أبي الدرداء عند الدارمي (١/ ٧٥ و٧٦) .
الخلاصة: هو حديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>