ودينار قال ابن حبّان والحاكم: يروي عن أنس أشياء موضوعة. (اللسان: ٢/ ٤٣٤ - ٤٣٥).
وأمّا حديث ابن عباس:
فأخرجه ابن عدي (٥/ ١٦٧١) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(١/ ١١٦) من طريق عمر بن موسى الوَجِيهي عن الزهري عن الأعمى عنه.
والوَجِيهي كذّبه ابن معين، واتهمه بالوضع أبو حاتم وابن عدي.
* * *
وقد تبيّن ممّا تقدبم أنّ هذا الحديث كذِبٌ مختلَقٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قلّبه الكَذَبةُ على أكثر من وجه، ولم يزد ذلك الحديث إلا وهاء وإنكشافًا.
فصلٌ: في أقوال الأئمة في هذا الحديث:
نقل ابن الجوزي في "الموضوعات"(١/ ١٧١) وابن القيم في "المنار المنيف"(ص ٦٢) أنّ الإِمام أحمد سئل عن هذا الحديث، فقال: ما من ذا شيءٌ.
ونقل ابن عدي (٦/ ٢٢٣٦) عن ابن معين أنّه قال: هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له. ونقل أيضًا (١/ ٣٦٨) عن أبي القاسم البغوي أنّه قال: هذا الحديث عندي باطلٌ. وقال ابن حبّان في "المجروحين"(١/ ١٧٢): "هذا متنٌ باطلٌ، لا أصلَ له".
وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع فأصاب -وإن تعقّبه السيوطي كعادته بما لا يُجدي-، ومثّل به ابن القيم في "المنار"(ص ٦١، ٦٢) على أن من علامات الحديث الموضوع ألّا يُشبَه كلامَ الأنبياء فضلًا عن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي هو وحي يُوحى.