للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووالله ما أدري وإنّي لسائلٌ: ... أغالكَ سَهْلُ الأرض أم غالك الجبلْ؟

فيا ليت شِعري: هل لك الدهرَ رجْعةٌ؟ ... فحسبي من الدُّنيا رجوعُك في بَجَلْ (١)

تُذكِّرُ فيه الشمسُ عندَ طلوعها ... وتَعرِضُ ذِكراه إذا عَسْعَسَ الطَّفَل (٢)

وإن هبّت الأرواح (٣) هيّجنَ ذكرَه ... فيا طولَ أحزاني عليه ويا وَجَلْ

سأُعمِلُ نصَّ العِيس في الأرض جاهدًا ... ولا أسأمُ التَّطْوافَ (٤) أو تسأمَ الإِبلْ

حياتي أو تأتى عليَّ مَنيّتي ... وكلُّ امرئٍ فانٍ وإنْ غرَّه الأملْ

ثمّ إنّ حارثةَ أقبل إلى مكّةَ في إخوته وولده وبعض عشيرته، فأصاب النبيَّ- صلى الله عليه وسلم -بفِناء الكعبة في نَفَرٍ من أصحابه وزيدًا فيهم، فلمّا نظروا إلى زيدٍ عرفوه وعرفهم، فقالوا: يا زيدُ!. فلم يُجِبهم إجلالًا منه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتظارًا منه لرأيه. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من هؤلاءِ يا زيدُ؟ " قال: يا رسول الله! هذا أبي، وهذان عمّاي، وهذا أخي، وهؤلاء عشيرتي. فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ فسلّم عليهم يا زيد". فقام فسلّم عليهم وسلّموا عليه، وقالوا: امضِ معنا يا زيد. قال: ما أُريد برسول الله بَدَلًا.


(١) البيت عند ابن سعد (٣/ ٤١) وابن هشام (١/ ٢٦٥) و"أُسد الغابة" (٢/ ١٣٠): " ... لي بَجَل". وهو الصواب. وبَجَلْ بمعنى: حَسْب.
(٢) الطَّفَلُ: الليل. (قاموس).
(٣) جمع ريح. (قاموس).
(٤) بالأصل (التطوال)، والتصويب من (ظ) و (ر) والمصادر المذكورة في التعليق (٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>