وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله رجال الصحيح". أهـ. قلت: ضعّفه أبو يعلى وأبو حاتم والدارقطني، وتركه ابن عبد البر. (اللسان: ٥/ ٩٩). وقد خولف فيه: فقد رواه محمَّد بن فضيل في "كتاب الدعاء" -كما في "النكت"- وعنه ابن أبي شيبة (١٠/ ٢٥٦) -وفي سنده سقط وتحريف- عن حصين بن عبد الرحمن به موقوفًا. قال الحافظ: "وكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الله بن إدريس الأودي وغير واحدٍ عن حصين موقوفًا".
وأما حديث أبي سعيد:
فأخرجه جعفر الفريابي في "كتاب الذكر" -كما في "النكت"- عن شيخه الفلاس عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن أبي هاشم عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عباد عنه أنّه قال: من قال في مجلسه: (سبحانك ...) ختمت بخاتم فلم تُكسر إلى يوم القيامة".
قال الحافظ:"إسناده صحيح وهو موقوف، لكن له حكم المرفوع؛ لأنّه مما لا يقال بالرأي". قلت: لكن له علة:
فقد رواه عمرو بن مرزوق -عند الطبراني في "الدعاء"(٣٩١) - ومحمد بن جعفر (غندر) -عند النسائي في "اليوم والليلة"(٨٢) - عن شعبة مثله، لكن قالا:"من توضأ فقال: (سبحانك ...) كتب في رقّ ثم طبع بطابع فلم يُكسر إلى يوم القيامة". وقال البيهقي في "الشعب"(٣/ ٢١): "ورواه معاذ بن معاذ عن شعبة موقوفًا".
وهكذا رواه الثوري عند عبد الرزاق (١/ ١٨٦) وابن أبي شيبة (١/ ٣ و ١٠/ ٤٥٠ - ٤٥١) والنسائي (٨٣)، وهُشَيم عند سعيد بن منصور كما في "نتائج الأفكار"(١/ ٢٥٠).
فالذي عليه أكثر الرواة كون هذه الرواية في الوضوء، ولما كان مخرج الروايتين واحدًا، تعيّن الحكم بشذوذ رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، والله أعلم.