للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن كثير" (٢/ ٣٠٦) -وابن عدي (٧/ ٤١) من طريق نُعيم بن حماد عن نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس مثله، وزادا: وتلا: {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: ٣٤].

قال الطبراني: "لم يروه عن يحيى إلا نوح، تفرّد به نُعيم". أهـ. ونوح هو المعروف بالجامع متّهم بالوضع، ونُعيم ضعيف الحفظ. وقال الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٦١): "سنده واهٍ جدًّا".

وأخرجه الديلمي (زهر الفردوس: ١/ ٧٥) من طريق محمَّد بن القاسم العتكي عن محمد بن أشرس عن عمر بن عقبة عن محمَّد بن مزاحم عن النضر بن محمَّد عن أبي إسحاق الشيباني عن يحيى بن سعيد به.

قلت: كان الإسناد في الأصل: (النضر بن محمَّد الشيباني عن يحيى) والنضر قرشيٌّ ولاءً، وهو معروف بالرواية عن أبي إسحاق الشيباني، ونسخة (زهر الفردوس) رديئة فلعله سقط منها, لكن يشكل على ما أثبته أن الشيباني ليس له رواية عن يحيى بل هو من أقرانه.

أما محمَّد بن مزاحم فهو أبو وهب المروزي، وهو ممّن يروي عن النضر كما في ترجمته من "التهذيب"، وهو صدوق كما في "التقريب"، وشيخه قال في "التقريب": صدوق ربّما يهم.

وبهذا تعلم أن قول الشيخ الألباني في "ضعيفته" (٣/ ٤٦٩ - ٤٧٠): "ومحمَّد بن مزاحم وهو أخو الضحاك متروك الحديث كما قال أبو حاتم" تحكُمٌ لا دليل عليه، وقوله: "وشيخه النضر بن محمَّد الشيباني لم أعرفه". مبنيٌّ على السند المحرّف كما أوضحت.

وعلّة الحديث: محمَّد بن أشرس، ولم تكن (أشرس) واضحة في الأصل، فقد كتبت كأنها (إدريس) لكن تبين من ترجمة الراوي عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>