قلت: رواية أحمد تبطل هذه الدعوى، فالسند عنده هكذا:(عن هشام قال: حدثني أبي أن بسرة بنت صفوان أخبرته) وهذا صريح أيضًا في سماع عروة من بُسرة.
ونقل الترمذي عن البخاري أنه قال: أصحّ شيء في هذا الباب حديث بسرة. والحديث صححه أحمد وابن معين -كما في التلخيص (١/ ١٢٢) - وابن خزيمة وابن حبان والدارقطني والحاكم، وحسنه البغوي والنووي في المجموع (٢/ ٣٥). واجتهد الطحاوي في إعلاله فلم يُفلح في ذلك.
١٩٥ - أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عمر بن مُضَر: نا عبد الله بن يوسف التُنيسي: نا الهيثم بن حُميد قال: حدثني العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان.
عن أم حَبيبة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من مسَّ فرجَهُ فليتوضأ".
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٦٣) وابن ماجه (٤٨١) والطحاوي (١/ ٧٥) والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٣٤، ٢٣٥) والبيهقي (١/ ١٣٠) من طرق عن الهيثم به، وهو عند الطحاوي والطبراني من رواية عبد الله بن يوسف عنه.
قال الترمذي في جامعه (١/ ١٣٠): "قال أبو زرعة: حديث أم حبيبة في هذا الباب صحيح". ثم نقل عن البخاري أنه قال: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، وروى مكحول عن رجل عن عنبسة غير هذا الحديث. وكأنه لم يرَ هذا الحديث صحيحًا. أهـ.
وقال الطحاوي: هذا حديث منقطع لأن مكحولًا لم يسمع من عنبسة شيئًا ثم ساق بسنده عن أبي مسهر أنه قال ذلك.
قال البوصيري في الزوائد (١/ ٦٩): "هذا إسناد فيه مقال مكحول