عن قريش به، وقال:"صحيح على شرط مسلم". وسكت عليه الذهبي.
قلت: قُريش وثّقه ابن المديني والنّسائي، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال إسحاق بن الشهيد: اختلط ستّ سنين في البيت. وقال ابن حبّان: اختلط فظهر في حديثه مناكير.
وذكر الحافظ في "الفتح"(٩/ ٥٩٣) أنّ سماعَ علي بن المديني وأقرانه من قريش كان قبل اختلاطه. وابن معين من أقران ابن المديني، لكن لم يذكر الحافظ مستنده في ذلك.
ويؤيد هذا اختلاف الرواية عن قريش فرواية تمام:"خيركم خيركم لأهله"، ورواية الآخرين "خيركم خيركم لأهلي من بعدي"، وقد توبع قريش على اللفظ الأول، أما اللفظ الآخر فقد تفرّد به، وقد تقدم قول الحافظ أبي خيثمة في أنه خالف الناس في ذلك.
وبلفظ:"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" رواه شجاع بن الوليد -وهو لا بأس به- عن محمد بن عمرو به. أخرجه الخطيب (٧/ ١٣)، لكن الراوي عن شجاع هو إدريس بن جعفر العطّار، وهو متروك كما قال الدراقطني.
ولذا فالعجب من الأستاذ حسين سليم إذ قال في تعليقه على مسند أبي يعلى (١٠/ ٣٣١) عن هذا الإِسناد: "وهذه متابعةٌ جيّدة لقريش، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو". أهـ. مع أن في السند متروكًا، والمتن مخالف لروايةِ قريش!.
ورواه بهذا اللفظ أيضًا: الحسن بن سعيد الأدمي، أخرجه القضاعي (١٢٤٤)، ولم أقف على ترجمةٍ للحسن.
ورُوي الحديث بلفظ:"خياركم خياركم لنسائهم" جماعة من الثقات عن محمد بن عمرو، منهم: عبد الله بن إدريس الكوفي ويحيى بن سعيد القطّان عند أحمد (١/ ٢٥٠، ٤٧٢) وعبدة بن سليمان عند الترمذي