للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَلَكِنِّي أُرِيد بِهِ الذوينا)

فَلَيْسَ من كَلَامهم الْمَعْرُوف أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول هَؤُلَاءِ أذواء الدَّار وَلَا مَرَرْت بأذواء المَال وَإِنَّمَا أحدث ذَلِك بعض أهل النّظر كَأَنَّهُ ذهب إِلَى جمعه على الأَصْل لِأَن أصل ذُو ذوى فَجَمعه على أذواء مثل قفا وأقفاء وَكَذَلِكَ الذوون كَأَنَّهُ جمعه مُفردا وَأخرجه مخرج الأذواء فِي الِانْفِرَاد وَذَلِكَ غير مقول لِأَن ذُو لَا تكون إِلَّا مُضَافَة وكما لَا يجوز أَن تَقول هَذَا الذو والذوان فتفرد فَكَذَلِك لَا تَقول الأذواء وَلَا الذوون لِأَن ذُو لَا تكون إِلَّا مُضَافَة وَكَذَلِكَ جمعهَا ا. هـ.

وَالصَّحِيح عِنْد س وَمن تبعه جَوَاز جمع ذُو فِي نَحْو ذِي رعين مِمَّا هُوَ جُزْء علم على الأذواء والذوين كَمَا فِي شعر الْكُمَيْت وَهُوَ عَرَبِيّ فصيح وَمُرَاد الزبيدِيّ

بتغليط من ذكر أَنهم يَقُولُونَ الذَّات وذاته فَيدْخلُونَ اللَّام عَلَيْهِ ويضيفونه إِلَى الضَّمِير وَهُوَ مؤنث ذُو وَهَذَا جَائِز أَيْضا وَإِن توقف فِيهِ أَكثر النَّاس فَإِن الذَّات قد أجري مجْرى الْأَسْمَاء الجامدة فَإِن المُرَاد بِهِ حَقِيقَة الشَّيْء وَنَفسه من غير مُلَاحظَة مَوْصُوف يجْرِي عَلَيْهِ قَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي تَذكرته سُئِلَ الزَّمَخْشَرِيّ عَن إِطْلَاق الذَّات على الله عَزَّ وَجَلَّ فَأجَاب بِأَنَّهَا تَأْنِيث ذُو بِمَعْنى صَاحب وَهِي مَوْضُوعَة ليوصف بهَا مَا تلبس بِمَا يلْزمهَا الْإِضَافَة إِلَيْهِ من الْأَجْنَاس فِي نَحْو قَوْلهم رجل ذُو مَال وَامْرَأَة ذَات جمال ثمَّ قطعت عَن مقتضاها وأجريت مجْرى الْأَسْمَاء الجوامد فَلَا تلْزم الْإِضَافَة وَلَا الإجراء على مَوْصُوف وعني بهَا نفس الْبَارِي وَحَقِيقَته وَأَصلهَا فِي التَّقْدِير نفس ذَات علم وَغَيره من الصِّفَات ثمَّ اسْتغنى بِالصّفةِ عَن الْمَوْصُوف وَمثله كثير وَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ لإِرَادَة التَّعْمِيم كَمَا تحذف المفاعيل فَإِن قلت كَيفَ جَازَ إِطْلَاقه على الله مَعَ مَا فِيهِ من التَّأْنِيث

<<  <  ج: ص:  >  >>