الموشّح: قيل يصف فَاسِقًا أَو كَافِرًا.
وَالْمعْنَى على الأوّل أنّ الْفَاسِق سرى بأفكه وأباطيله فِي بِئْر الْمهْلكَة من الْمعاصِي وَمَا علم لفرط غفلته إِذا صَار فِيهَا حتّى إِذا انْفَلق الصّبح وأضاء الحقّ وانكشف ظلمات الشّبه واطلع علم مُعَاينَة لَكِن لم يَنْفَعهُ ذَلِك الْعلم.
وعَلى الثَّانِي: أَن الْكَافِر سرى بإفكه وبطلانه فِي ورطة الْهَلَاك من كفره وَمَا شعر بذلك لإعراضه عَن الْآخِرَة حتّى إِذا قَامَت الْقِيَامَة علم أَنه كَانَ خابطاً فِي ظلمات الْكفْر وَلكنه لَا خوّاض فِي المهالك سالك فِي مسالك الجنّ. وَهَذَا مّما تتمدّح بِهِ الْعَرَب وأشعارهم ناطقة بذلك. وَمعنى قَوْله: بإفكه أَنه يكذب نَفسه إِذا حدّثها بِشَيْء وَلَا يصدقها فِيهِ وَيَقُول لَهَا: إِن الشَّيْء الَّذِي تطلبينه بعيد لتزداد جدّاً فِي طلبه وَلَا تتوانى فِيهِ ولذاك قَالَ لبيد: الرمل
(اكذب النّفس إِذا حدّثتها ... إنّ صدق النّفس يزري بالأمل)
وَالْمعْنَى: سَار لَيْلًا هَذَا الرجل لجرأته وجلادته فِي مهاوي الْهَلَاك أَو فِي الْمَوَاضِع الخالية الَّتِي يسكنهَا الجنّ حتّى أَضَاء الصبّح وَمَا شعر بِهِ ذَلِك الَّذِي ألْقى بِيَدِهِ فِي المهالك وَهُوَ غافل عَن ذَلِك لعدم مبالاته. وَهَذَا الْمَعْنى أشبه بِمذهب الْعَرَب. هَذَا كَلَامه.
وترجمة العجّاج تقدّمت فِي الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعِشْرين من أَوَائِل الْكتاب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute