حتّى إِذا الصبّح جشر وملخّص هَذِه القصّة كَمَا فِي نِهَايَة الأرب فِي فنون الْأَدَب للنّويريّ أنّ أَبَا فديك وَهُوَ من الْخَوَارِج واسْمه عبد الله بن ثَوْر بن قيس بن ثَعْلَبَة بن تغلب غلب على الْبَحْرين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين من الْهِجْرَة فَبعث خَالِد بن عبد الله القسريّ أَمِير الْبَصْرَة أَخَاهُ أُميَّة بن عبد الله فِي جندٍ كثيف فَهَزَمَهُ أَبُو فديك وَأخذ جاريةٍ لَهُ فاتّخذها لنَفسِهِ فَكتب خَالِد إِلَى عبد الْملك بذلك فَأمر عبد الْملك عمر بن عبيد الله بن معمر أَن ينْدب النّاس مَعَ أهل الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ويسير إِلَى قِتَاله فَانْتدبَ عشرَة آلَاف وَسَار بهم.
وَجعل أهل الْكُوفَة على الميمنة وَعَلَيْهِم محمّد بن مُوسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله وَأهل الْبَصْرَة على الميسرة وَعَلَيْهِم عمر بن مُوسَى بن عبيد الله بن معمر وَهُوَ ابْن أخي عمر وَجعل خيله فِي)
لِلْقِتَالِ. فَحمل أَبُو فديك وَأَصْحَابه حَملَة رجل واحدٍ فكشفوا ميسرَة عمر حتّى أبعدوا إلاّ الْمُغيرَة بن المهلّب وفرسان النَّاس فإنّهم مالوا إِلَى صفّ أهل الْكُوفَة بالميمنة ثمَّ رَجَعَ أهل الميسرة وقاتلوا واشتدّ قِتَالهمْ حتّى دخلُوا عَسْكَر الْخَوَارِج وَحمل أهل الميمنة حتّى استباحوا عَسْكَر الْخَوَارِج وَقتلُوا أَبَا فديك وحصروا أَصْحَابه حتّى نزلُوا على الحكم فَقتل مِنْهُم نَحْو ستّة آلَاف وَأسر ثَمَانمِائَة. ووجدوا جَارِيَة أميّة بن عبد الله حُبْلَى من أبي فديك وعادوا إِلَى الْبَصْرَة وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين من الْهِجْرَة اه.
وَبِمَا ذكرنَا يطبّق الْمفصل ويصاب المحزّ.
ولّما لم يقف شرّاح الشواهد على مَا مرّ قَالُوا بالتخمين وَرَجَمُوا بالظنون مِنْهُم بعض فضلاء الْعَجم قَالَ فِي شرح أَبْيَات الْمفصل وَتَبعهُ فِي شرح شَوَاهِد