للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَوَجَبَ ألاّ يعرب وكسره لالتقاء الساكنين. قَالَ أَبُو حيّان: وَمِنْه أَخذ الزَّمَخْشَرِيّ قَوْله أَصله وَلَا أَوَان صلح.

أَقُول: عبارَة الزّجاج فِي تَفْسِيره: وَمن خفض جعلهَا مبنيّة مَكْسُورَة لالتقاء السّاكنين كَمَا قَالُوا فدَاء لَك فبنوه على الْكسر. وَلما قَالَ ولات أَوَان جعله على معنى لَيْسَ حِين أواننا فلمّا حذف الْمُضَاف إِلَيْهِ بنى على الْوَقْف ثمَّ كسر لالتقاء الساكنين. وَالْكَسْر شاذّ شَبيه بالْخَطَأ عِنْد البصريّين. انْتهى.

وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة لأبي زبيدٍ الطّائيّ النّصرانيّ. سَببهَا مَا حَكَاهُ أَبُو عَمْرو الشيبانيّ وَابْن الأعرابيّ قَالَا: نزل رجلٌ من بني شَيبَان اسْمه المكاء برجلٍ من طيّئ فأضافه وسقاه فلمّا سكر وثب إِلَيْهِ الشّيبانيّ بِالسَّيْفِ فَقتله وَخرج هَارِبا.

وافتخر بَنو شَيبَان بذلك فَقَالَ أَبُو زبيد هَذِه القصيدة. وَهَذِه أَبْيَات مِنْهَا: الْخَفِيف

(ولعمري لعارها كَانَ أدنى ... لكم من تقى وَحسن وَفَاء)

(ظلّ ضيفاً أخوكم لأخينا ... فِي صبوحٍ ونعمةٍ وشواء)

(لم يهب حُرْمَة النّديموحقت ... يَا لقومي للسّوءة السّواء)

(فاصدقوني وَقد خبرتم وَقد ثا ... بت إِلَيْكُم جوائب الأنباء))

(هَل علمْتُم من معشرٍ سافهونا ... ثمّ عاشوا صفحاً ذَوي غلواء)

(كم أزالت رماحنا من قتيلٍ ... قاتلونا بنكبة وشقاء)

(بعثوا حربنا إِلَيْهِم وَكَانُوا ... فِي مقامٍ لَو أبصروا ورخاء)

(ثمّ لمّا تشذّرت وأنافت ... وتصلوا مِنْهَا كريه الصّلاء)

<<  <  ج: ص:  >  >>