مهولة تزعج السّامع حتّى كأنّه يُشَاهد الْأسد فِي حُضُوره فَقَالَ لَهُ عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَوْمًا: إنّي لأحسبك جَبَانًا. فَقَالَ: كلا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلَكِن رَأَيْت مِنْهُ منْظرًا وَشهِدت مِنْهُ مشهداً لَا يبرح ذكره يتردّد ويتجدّد فِي قلبِي.
ثمّ وصف مَا شَاهد مِنْهُ وَنقل كَلَامه برمتّه صَاحب الأغاني إِلَى أَن قَالَ لَهُ عُثْمَان رَضِي الله)
عَنهُ: اسْكُتْ قطع الله لسَانك قد أرعبت قُلُوب الْمُؤمنِينَ.
وَقَالَ الطبريّ: كَانَ أَبُو زيد فِي الْجَاهِلِيَّة مُقيما فِي أَخْوَاله بني تغلب بالجزيرة وَفِي الْإِسْلَام مُنْقَطِعًا إِلَى الْوَلِيد بن عقبَة بن أبي معيط فِي ولَايَة الجزيرة وَولَايَة الْكُوفَة وَلم يزل بِهِ الْوَلِيد حتّى أسلم وَحسن إِسْلَامه.
هَذَا كَلَامه وَهُوَ خلاف مَا قَالَ الْعلمَاء: أنّه مَاتَ على نصرانيّته.
قَالَ صَاحب الأغاني: ولّما وَفد أَبُو زبيد إِلَى الْوَلِيد بن عقبَة أَيَّام ولَايَته الْكُوفَة أنزلهُ دَار عقيل بن أبي طَالب على بَاب الْمَسْجِد فاستوهبها مِنْهُ فَوَهَبَهَا لَهُ فَكَانَ ذَلِك أوّل مَا طعن بِهِ على الْوَلِيد لأنّ أَبَا زبيد كَانَ يخرج مِنْهَا إِلَى الْوَلِيد فيسمر عِنْده وَيشْرب مَعَه ويشقّ الْجَامِع وَهُوَ سَكرَان فَلَمَّا شهد على الْوَلِيد بِشرب الْخمر عَزله عُثْمَان عَن الْكُوفَة وحدّه فِي الْخمر.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: وَلما اعتزل الْوَلِيد بن عقبَة عليّاً وَمُعَاوِيَة صَار إِلَى الرّقة وَكَانَ أَبُو زبيد ينادمه.
وَقَالَ صَاحب الأغاني: وَمَات الْوَلِيد قبل أبي زبيد فمرّ أَبُو زبيد بقبره فَوقف ثمَّ قَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute