للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُونَ لدار الردل الَّتِي سكنها دارة ويجمعونها دارات ودور وديار.

وَذَا اسْم إِشَارَة. وشغف الْهوى قبله شغفاً من بَاب نفع وَالِاسْم الشّغف بِفتْحَتَيْنِ: بلغ شغافة بِالْفَتْح وَهُوَ غشاؤه. والْمَجْنُون: اسْمه قيس بن معَاذ وَيُقَال قيس بن الملّوح أحد بني جعدة ابْن كَعْب بن ربيعَة بن عَامر بن صعصعة وَيُقَال بل هُوَ من بني عقيل بِالتَّصْغِيرِ ابْن كَعْب بن ربيعَة.

وَهُوَ من أشعر النَّاس على أنّهم قد نسبوا إِلَيْهِ شعرًا كثيرا رَقِيقا يشبه شعره كَقَوْل أبي صَخْر الهذليّ: الطَّوِيل

(فيا هجر ليلى قد بلغت بِهِ المدى ... وزدت على مَا لم يكن بلغ الهجر)

(وَيَا حبّها زِدْنِي جوىً كلّ ليلةٍ ... وَيَا سلوة العشّاق موعدك الْحَشْر)

وَقَالَ الجاحظ: مَا ترك النَّاس شعرًا مَجْهُولا لقَائِل فِيهِ ذكر ليلى إلاّ نسبوه إِلَى الْمَجْنُون وَلَا فِيهِ لبنى إلاّ نسبوه لقيس بن ذريح.

وَفِي الأغاني: اخْتلف فِي وجوده: فَذهب قومٌ إِلَى أَنه مستعار لَا حَقِيقَة لَهُ وَلَيْسَ لَهُ فِي بني عَامر أصل وَلَا نسب.

وَقَالَ الأصمعيّ: رجلَانِ مَا عرفا فِي الدُّنْيَا إلاّ بِالِاسْمِ: مَجْنُون بني عَامر وَابْن القرّيّة وإنّما وضعهما الروَاة. قيل لَهُ: فَمن قَالَ هَذِه الْأَشْعَار المنسوبة إِلَيْهِ قَالَ فَتى من بني مَرْوَان كَانَ يهوى امْرَأَة مِنْهُم فَقَالَ فِيهَا الشّعْر وَخَافَ الظُّهُور فنسبه إِلَى الْمَجْنُون وَعمل لَهُ أَخْبَارًا وأضاف إِلَيْهَا ذَلِك فَحَمله النَّاس وَزَادُوا فِيهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>