للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شكرت من أحسن إِلَيّ على فعلهم جَازَ وَلِهَذَا ضعف عندنَا أَن يكون هما من مصطلاهما فِي قَوْله: كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما عَائِدًا على الأعالي فِي الْمَعْنى إِذا كَانَا فاعلين اثْنَيْنِ لأنّه مَوضِع قد ترك فِيهِ لفظ التَّثْنِيَة حملا على الْمَعْنى لأنّه جعل كلّ جِهَة مِنْهُمَا أَعلَى كَقَوْلِهِم: شابت مُفَارقَة وَهَذَا بعيرٌ ذُو عثانين وَنَحْو ذَلِك. أَو لأنّ الأعليين شَيْئَانِ من شَيْئَيْنِ فَإِذا كَانَ قد انْصَرف عَن اللَّفْظ إِلَى غَيره ضعفت معاودته إيّاه لأنّه انتكاث وتراجع فَجرى ذَلِك مجْرى إدغام الملحق وتوكيد مَا حذف. على أنّه قد جَاءَ مِنْهُ شَيْء قَالَ: الطَّوِيل رُؤُوس كبيريهنّ ينتطحان وَأما قَوْله: الْبَسِيط

(كِلَاهُمَا حِين جدّ الجري بَينهمَا ... قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي)

فَلَيْسَ من هَذَا الْبَاب وَإِن كَانَ قد عَاد من بعد التَّثْنِيَة إِلَى الْإِفْرَاد وَذَلِكَ أَنه لم يقل كِلَاهُمَا قد أقلعا وَأَنْفه رابٍ فَيكون مَا أنكرناه لكنه قد أعَاد كلا أُخْرَى غير الأولى فعاملها على لَفظهَا. وَلم يقبح ذَلِك لأنّه قد فرغ من حَدِيث الأولى ثمَّ اسْتَأْنف من بعْدهَا أُخْرَى وَلم يَجْعَل الضميرين عائدين إِلَى كلا واحدةٍ.

وَهَذَا كَقَوْلِك: من يقومُونَ أكْرمهم وَمن يقْعد أضربه. وَلَا يحسن وَمِنْهُم من يستمع إِلَيْك حتّى إِذا خَرجُوا من

<<  <  ج: ص:  >  >>