وَقد غفل عَن القوافي مَعَ أنّه أورد القصيدة فإنّها مجرورة فمهين مجرور لَا مَرْفُوع حتّى يَصح أَن يَقع خبر الْمُبْتَدَأ.
وَالْمعْنَى أنّ هَذِه الأتان أطبقت رَحمهَا إِلَى وَقت الْولادَة على النّطفة فَلَا تمكّن الْحمار مِنْهَا فَهِيَ تهرب مِنْهُ تهرب مِنْهُ بأشدّ مَا يكون فناقة الشّماخ تشبه هَذِه الأتان فِي الْإِسْرَاع للتوجّه إِلَى هَذَا الممدوح.
وَقَوله: إِلَيْك بعثت الخ المقحد بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْقَاف وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة: السّنام.
وَقَوله: إِذا بَركت على شرف الخ الشّرف بِفتْحَتَيْنِ: الْموضع العالي. والعسيب هُنَا: عظم الْعُنُق وَيَأْتِي بِمَعْنى عظم الذَّنب. والجران
بِكَسْر الْجِيم: بَاطِن الْعُنُق وَهُوَ الَّذِي يمسّ الأَرْض عِنْد مدّ عُنُقه عَلَيْهَا. وشبّه العسيب بَعْضًا الهجين لخفّته وَطوله. وخصّ الهجين لأنّ العبيد كَانُوا يرعون الْإِبِل ويستجدون الْعَصَا. وَجَوَاب إِذا هُوَ قَوْله: كَأَن محاز لحييها الْبَيْت الْآتِي.
وَقَوله: إِذا الأرطى توسّد الخ هَذَا الْبَيْت من أَبْيَات أدب الْكَاتِب لِابْنِ قُتَيْبَة. والأرطى: شجرٌ من أَشجَار الْبَادِيَة تدبغ بِهِ الْجُلُود وَهُوَ مفعول لفعل مَحْذُوف أَي: إِذا توسّد الأرطى.
وأبرديه بدل اشْتِمَال من الأرطى. وَمعنى توسّد أبرديه اتخذهما كالوسادة. والأبردان الظل والفيء سميّا بذلك لبردهما. والأبردان أَيْضا: الْغَدَاة والعشي. وخدود فَاعل توسّد.
والجوازئ: الظباء. وبقر الْوَحْش سميّت جوازئ لأنّها اجتزأت بِأَكْل النبت الْأَخْضَر عَن المَاء)
أَي: اكتفت بِهِ واستغنت عَن شرب المَاء. والْعين الواسعات الْعُيُون جمع عيناء. وَالْمعْنَى أنّ الوحوش تتَّخذ كناسين عَن جَانِبي الشّجر تستتر فيهمَا من حرّ الشّمس فترقد قبل زَوَال الشَّمْس فِي الكناس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute