للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الغربي فَإِذا زَالَت الشَّمْس إِلَى نَاحيَة الْمغرب وتحول الظلّ فَصَارَ فَيْئا زَالَت عَن الكناس الغربيّ ورقدت فِي الكناس الشرقيّ.

وَالْمعْنَى أَنه قطع الفلاة فِي الهاجرة حِين تفرّ الوحوش من حرّ الشَّمْس. يمدح نَفسه بذلك وَيُوجب على الممدوح رِعَايَة حقّه. فَقَوله: إِذا الأرطى ظرف لقَوْله بعثت فِي الْبَيْت السَّابِق وَلَيْسَ شرطيّة حتّى يقدّر لَهَا جَزَاء خلافًا لِابْنِ السَّيِّد.

وَقَوله: كَأَن محاز لحييها الخ هَذَا جَوَاب إِذا الأولى. أخبر أَنَّهَا تطأطئ رَأسهَا من الذُّبَاب فتلزقه بالحصى فتدفع الْحَصَى بلحييها. فَأخْبر أنّ تِلْكَ الأَرْض الَّتِي دفعت الْحَصَى عَنْهَا كَأَنَّهَا جلد أجرب لم يبْق عَلَيْهِ من الْوَبر إلاّ الْقَلِيل.

يَقُول: تقع مَعِيبَة فتمد جِرَانهَا فتفحص التُّرَاب والحصى فَكَأَن ذَلِك الفحص جناباً بِكَسْر الْجِيم أَي: ناحيتا جلدٍ أجرب. وَضمير حصاه للرمل.

وَقد ذكر أَبُو الْفرج الأصبهانيّ فِي الأغاني حِكَايَة مستظرفة لقَوْله إِذا الأرطى توسّد أبرديه

عَن المدائنيّ أنّ عبد الْملك بن مَرْوَان نصب الموائد يطعم النَّاس فَجَلَسَ رجلٌ من أهل الْعرَاق على بعض الموائد فَنظر إِلَيْهِ خادمٌ لعبد الْملك فَأنكرهُ فَقَالَ: أعراقيٌّ أَنْت فَقَالَ: نعم فَقَالَ: بل أَنْت جاسوس قَالَ: لَا قَالَ: بلَى. قَالَ: وَيحك دَعْنِي أتهنأ طَعَام أمبر الْمُؤمنِينَ وَلَا تنغّصه عليّ. ثمّ إِن عبد الْملك أقبل يطوف على الموائد فَوقف على تِلْكَ الْمَائِدَة فَقَالَ: من الْقَائِل:

<<  <  ج: ص:  >  >>