للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورد فَأَلْقَت الطَّائِر فِي مَاء الْورْد فتمعّك فِيهِ بَين جناحيه وظهره وبطنه ثمَّ أخرجته فألقته فِي جَام الْمسك والعنبر فتمعّك فيهمَا حَتَّى لم يدع فِيهِ شَيْئا ثمَّ نفّرته فطار فَسقط على رَأس جبلة ثمَّ رَفْرَف ونفض ريشه فَمَا بَقِي عَلَيْهِ شَيْء إلاّ سقط على جبلة ثمَّ قَالَ للجواري: أطربني فخفقن بعيدانهنّ يعنيّن:

(لله درّ عصابةٍ نادمتهم ... يَوْمًا بجلّق فِي الزّمان الأوّل)

الأبيات فاستهلّ واستبشر وطرب ثمَّ قَالَ: زدنني. فاندفعن يغنّين: الْخَفِيف

(لمن الدّار أقفرن بمعان ... بَين شاطي اليرموك فالصّمّان)

إِلَى آخر القصيدة.

فَقَالَ: أتعرف هَذِه الْمنَازل قلت: لَا. قَالَ: هَذِه مَنَازلنَا فِي ملكنا بِأَكْنَافِ

دمشق وَهَذَا شعر ابْن الفريعة حسّان بن ثَابت شَاعِر رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم. قلت: أما إنّه مضرور)

الْبَصَر كَبِير السنّ قَالَ: يَا جَارِيَة هَاتِي. فَأَتَتْهُ بِخَمْسِمِائَة دِينَار وَخَمْسَة أَثوَاب ديباج فَقَالَ: ادْفَعْ هَذِه إِلَى حسّان. ثمَّ روادني على مثلهَا فأبيت فَبكى ثمَّ قَالَ لجواريه: أبكينني. فعوضن عيدانهنّ ثمَّ أنشأن يقلن: الطَّوِيل

(تكنّفني فِيهَا لجاجٌ ونخوةٌ ... وَكنت كمن بَاعَ الصّحيحة بالعور.)

(فيا لَيْت أمّي لم تلدني وليتني ... رجعت إِلَى القَوْل الَّذِي قَالَه عمر)

...

<<  <  ج: ص:  >  >>