وروى الزّبير بن بكّار: أنّ جبلة قدم على عمر فِي ألفٍ من أهل بَيته فَأسلم وَجرى بَينه وَبَين رجل من أهل الْمَدِينَة كَلَام فسبّ المدنيّ فردّ عَلَيْهِ فَلَطَمَهُ جبلة فَلَطَمَهُ المدنيّ فَوَثَبَ عَلَيْهِ أَصْحَاب جبلة فَقَالَ: دَعوه حتّى أسأَل صَاحبه وَأنْظر مَا عِنْده. فجَاء إِلَى عمر فَأخْبر فَقَالَ: إنّك فعلت بِهِ فعلا فَفعل بك مثله. قَالَ:
ثمَّ روى صَاحب الأغاني بِسَنَدِهِ عَن عبد الله بن مسْعدَة الفزاريّ قَالَ: وجّهني مُعَاوِيَة إِلَى ملك الرّوم فَدخلت عَلَيْهِ وَعِنْده رجل على سَرِير من ذهب فكلّمني بِالْعَرَبِيَّةِ فَقلت: من أَنْت يَا عبد الله قَالَ أَنا رجل غلب الشَّقَاء أَنا جبلة بن الْأَيْهَم الغسّاني إِذا صرت إِلَى منزلي فالقني.
فلمّا انْصَرف أتينه فألقينه على شرابه وَعِنْده فينتان تغّنيانه بِشعر حسّان بن ثَابت فلمّا فرغتا من غنائهما أقبل عليّ فَقَالَ: مَا فعل حسان بن ثَابت قلت: شيخ كَبِير قد عمي فَدَعَا بِأَلف دِينَار فَقَالَ: ادفعها إِلَى حسان. ثمَّ قَالَ: أَتَرَى صَاحبك يَفِي لي إِن خرجت إِلَيْهِ قلت: قل مَا شِئْت أعرضه عَلَيْهِ. قَالَ: يعطيني الثنيّة فإنّها كَانَت مَنَازلنَا وَعشْرين