فَلَمَّا قربت مِنْهُ أصَاب فرسي عرجٌ فتخلفت عَنهُ وَلَوْلَا عرجها لما أسره غَيْرِي. وَجُمْلَة وَقد جَعَلتني الخ حَالية.
وَأَخْطَأ المظفريّ فِي شرح المفصّل حَيْثُ لم يقف على منشأ الْبَيْت فَزعم أنّ حزيمة اسْم قَبيلَة وَقَالَ فِي مَعْنَاهُ: أدْرك الظّلع غبقاء هَذَا الْفرس أَي: بقاءها وثباتها فِي السّير يَعْنِي كَانَت ثَابِتَة فِي السّير فعرجت فِي حالةٍ لم يبْق بيني وَبَين قبيلتي إلاّ قدر إِصْبَع. هَذَا كَلَامه وَكَانَ السُّكُوت أجمل بِهِ لَو كَانَ يعقل وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَت فرس الكلحبة مجروحة فقصّرت لما قرب من حزيمة ففاته. وَهَذَا لم يقلهُ أحد وإنّما اعتذر الكلحبة لعرج فرسه وانفلات حزيمة بقوله:
(ونادى مُنَادِي الحيّ أَن قد أتيتم ... وَقد شربت مَاء المزادة أجمعا)
يَقُول: أَتَى الصّريخ وَقد شربت فرسي ملْء الْحَوْض مَاء. وخيل الْعَرَب إِذا علمت أَنه يغار عَلَيْهَا وَكَانَت عطاشاً فَمِنْهَا مَا يشرب بعض الشّرْب وَبَعضهَا لَا
يشرب أَلْبَتَّة لما قد جرّبت من الشدّة الَّتِي تلقى إِذا شربت المَاء وحورب عَلَيْهَا. وَجُمْلَة وَقد شربت حَال أَي: أتيتم فِي هَذِه الْحَال. كَذَا قَالَ ابْن الأنباريّ فِي شرح المفضّليات.
فَعلم من هَذَا أنّ سَبَب عرج فرسه من إفراط شرب المَاء لَا من الْجرْح. وَالله أعلم. ...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute