للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يَا من رأى عارضاً أسر بِهِ ... بَين ذراعي وجبهة الْأسد)

على أنّ أَصله: بَين ذراعي الْأسد وجبهة الْأسد. فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ الأوّل على نيّة لَفظه.

وَلِهَذَا لم بَين الْمُضَاف وَلم ينوّن. ومن: منادى وَقيل المنادى مَحْذُوف وَمن استفهامية. والرؤية بصريّة. والْعَارِض: السّحاب الَّذِي يعْتَرض الْأُفق. وَجُمْلَة أسرّ بِهِ بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول صفة لعَارض. والذراعان والْجَبْهَة: من منَازِل الْقَمَر. وَعند الْعَرَب أَن السَّحَاب الَّذِي ينشأ بِنَوْء من منَازِل الْأسد يكون مطره غزيراً فَلذَلِك يسرّ بِهِ.

قَالَ الأعلم فِي شرح شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: وصف عَارض سحابٍ اعْترض بَين نوء الذِّرَاع ونوء الْجَبْهَة وهما من أنواء الْأسد وأواؤه أَحْمد الأنواء. وَذكر الذراعين والنوء إنّما هُوَ لِلذِّرَاعِ المقبوضة مِنْهُمَا لاشْتِرَاكهمَا فِي اعضاء الْأسد.)

وتقدّم شرح هَذَا الْبَيْت وَهُوَ للفرزدق بأبسط من هَذَا فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ بعد الْمِائَة.

وَأنْشد بعده: مجزوء الْكَامِل

(إلاّ علالة أَو بدا ... هة سابحٍ نهد الجزارة)

<<  <  ج: ص:  >  >>